فَصلٌ: فِي مِفْتَاحِ بَابِ الجَنَّة
****
هَذَا
وَفَتحُ البَابِ لَيْسَ بِمُمْكِنٍ **** إِلاَّ بِمِفْتَاحٍ عَلَى أَسْنَانِ
مِفْتَاحُهُ
بِشَهَادَةِ الإِخْلاَصِ وَالتْـ **** تَوْحِيدِ تِلْكَ شَهَادَةُ الإِيمَانِ
أَسْنَانُهُ
الأَعْمَالُ وَهِيَ شَرَائِعُ الـ **** إِسْلاَمِ وَالمِفْتَاحُ بِالأَسْنَانِ
لاَ
تُلْغِيَنْ هَذَا المِثَالَ فَكَمْ بِهِ **** مِنْ حَلِّ إِشْكَالٍ لِذِي العِرْفَانِ
****
مِفتَاح الجَنَّة: لا إِلَه إِلا الله
وَلكنْ لَيسَ المقصُودُ لَفظُها، وَإنَّما المَقصُود لَفظُها ومَعنَاها والعَملُ
بِمقْتَضَاها.
ولِهذَا
لَمَّا سُئلَ وَهبُ بْنُ مُنبِّه: «ألَيسَ
لا إِلَه إلا الله مِفْتاح الجَنَّة؟ قالَ: نَعَم وَلَكن مَا مِن مِفْتَاح إِلاَّ
وَلَه أَسْنَان، فَإِن جِئتَ بِمفَتاحٍ لَه أسْنَان فُتِح لَك وَإلاَّ لَم يُفتَح
لَك» ([1]).
فأسْنَانُ هَذا المِفْتَاح: هِي الأعْمَال مِن الصَّلاَة والزَّكَاة والصِّيام والحَجِّ، وَلا يَكفِي مِفتَاح دُون أسْنَان، فَلابدَّ مِن الإِيمَان بمَعنَاها وَالعَمل بهِ، فَالمِفتَاح بالأَسنَان، أمَّا إذا لَم يَكُن لِلمِفتَاح أسْنانٌ فَإنَّه كَما لَو لَم يَكُن هُناكَ مِفتَاح ولا يَنفَع صَاحِبَه.
الصفحة 1 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد