وَبعضُ النَّاسِ يَأخُذ حَديثَ: «مِفْتَاحُ الجَنَّةِ شَهَادَةُ أَنْ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» ([1])
عَلى ظَاهِرِهِ بِأنَّهُ مَنَ قَال هَذهِ الكَلمَة ولَم يَعمَل شَيئًا أبدًا فإنَّه
مُؤمِنٌ وَيدخُل الجَنَّة.
والحَديثُ
في الحَقيقَة مُقيَّدٌ ولَيس بِمطلَقٍ، فَهُو مُقيَّد بِأحَاديث أُخْرى،
وأحَادِيثُ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفسِّر بَعضُها بَعضًا، فالرَّسُول
صلى الله عليه وسلم قيَّد «لاَ إِلَه إِلا الله» بقُيُود، بِأنْ يَقُولها مَن
قَالَها مُخلِصًا مِن قَلبِه، مَن قَالها وَكَفر بِما يُعْبَد مِن دونِ اللهِ، أي:
لابدَّ مِن هَذهِ القُيودِ التِي هِي أسْنَان المِفتَاح.
وهَذه
المَسألَة عَظيمَة ضَلَّ بِسبَب عَدمِ فَهمِها بِها مَن ضَلَّ، يَأخُذونَ
بِالمُتشابِه ويَتركُون المُحكَم مِن كَلامِ اللهِ وَرَسُولهِ وَأهْل العِلمِ.
***
([1]) أخرجه: أحمد رقم (22102).
الصفحة 2 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد