×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

وَبعضُ النَّاسِ يَأخُذ حَديثَ: «مِفْتَاحُ الجَنَّةِ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» ([1]) عَلى ظَاهِرِهِ بِأنَّهُ مَنَ قَال هَذهِ الكَلمَة ولَم يَعمَل شَيئًا أبدًا فإنَّه مُؤمِنٌ وَيدخُل الجَنَّة.

والحَديثُ في الحَقيقَة مُقيَّدٌ ولَيس بِمطلَقٍ، فَهُو مُقيَّد بِأحَاديث أُخْرى، وأحَادِيثُ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفسِّر بَعضُها بَعضًا، فالرَّسُول صلى الله عليه وسلم قيَّد «لاَ إِلَه إِلا الله» بقُيُود، بِأنْ يَقُولها مَن قَالَها مُخلِصًا مِن قَلبِه، مَن قَالها وَكَفر بِما يُعْبَد مِن دونِ اللهِ، أي: لابدَّ مِن هَذهِ القُيودِ التِي هِي أسْنَان المِفتَاح.

وهَذه المَسألَة عَظيمَة ضَلَّ بِسبَب عَدمِ فَهمِها بِها مَن ضَلَّ، يَأخُذونَ بِالمُتشابِه ويَتركُون المُحكَم مِن كَلامِ اللهِ وَرَسُولهِ وَأهْل العِلمِ.

***


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (22102).