×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

فَصْلٌ: في سُوقِ الجنةِ الذي يَنصرفون

إليه من ذلك المجلس

****

فيقولُ جَلَّ جلالُه قوموا إلى  ****  ما قد ذَخَرْتُ لكم من الإحسانِ

يأتون سُوقًا لا يُباع ولا يشترى  ****  فيه فخُذْ منه بلا أَثْمانِ

قد أسلفَ التجارُ أثمان المبيـ  ****  ـع بعقدِهم في بيعةِ الرضوانِ

****

 وبعد ما ينتهي مجلسُهم مع الرَّبِّ سبحانه وتعالى ينصرِفون إلى سُوقٍ فيه كلُّ ما يشتهون وما يُريدون معروضٌ لهم فيأخذون منه ما يريدون بلا ثَمنٍ لأنهم قدَّموا الثَّمَنَ في الدنيا وهو الأعمالُ الصالحة ([1]).

أسلفوا الثمنَ في الدنيا وهو الأعمالُ الصالحةُ وهذا من ثمراتِ أعمالِهم في الدنيا، والإسلافُ: هو تقديمُ الثمنِ وتأجيلُ المثمَّن، هذا هو السَّلَفُ والسَّلَمُ عند الفقهاء، فهم قدَّموا الثمنَ في الدنيا، وهي الأعمالُ الصالحة، مثل ما يُسْلف التجار في السِّلع في الدنيا.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2549).