فَصلٌ: فِي صِفَة الجَنَّة التِي أعَدَّهَا اللهُ
ذُو
الفَضْل والمِنَّة لأِولِيَائهِ المُتمسِّكينَ
بِالكتَابِ
والسُّنَّة
****
فَاسْمَعْ
إِذَنْ أَوْصَافَهَا وَصِفَاتِ هَا **** تَيكَ المَنَازِلِ رَبَّةِ الإِحْسَانِ
هِيَ
جَنَّةٌ طَابَتْ وَطَابَ نَعِيمُهَا **** فَنَعِيمُهَا بَاقٍ وَلَيسَ بِفَانِ
دَارُ
السَّلاَمِ وَجَنَّةُ المَأوَى وَمَنْـ **** ـزِلُ عَسْكَرِ الإِيمَانِ وَالقُرآَنِ
****
لمَّا فَرغ مِن ذِكرِ الدُّنيَا وَذكِر صِفَات
أهْلِها الذِين عَشقُوها، انْتَقل إِلى صِفَة الجَنَّة والدَّارِ الآخِرَة مِن
أَجلِ الزُّهدِ فِي الدُّنيَا وَطلبِ الجَنَّة، والزُّهدُ لَيس هُو تَركُ
الدُّنيَا نِهائِيًّا، بَل هُو تَركُ مَا لا حَاجَة لَك بهِ، فَتأخُذ مِن
الدُّنيَا قَدر مَا تَحتَاج، وأمَّا الفُضول وَما لَيس لَك بهِ حَاجَة فَإنَّك
تَترُكه.
هَذا
أوَّلُ فَرقٍ: أنَّ الدُّنيَا فَانيَةٌ بِخلافِ الجَنَّة فَنعيمُهَا بَاقٍ وَليسَ
بِفانٍ.
هَذا
فَرقٌ آخَر: أنَّها دَار السَّلام، كَمَا قَال تَعالَى: ﴿وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَٰمِ وَيَهۡدِي
مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ﴾
[يونس: 25]، والسَّلامُ اسمُ اللهِ فهِي دَار اللهِ، وَقيل: السَّلام مَعنَاه
السَّلامَة مِن الآفَاتِ والهُمومِ والأحْزانِ، فَالذين يَسكنُونَها يَسلَمُون مِن
المُكدِّرَات
الصفحة 1 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد