فَصْلٌ: في كلامِ الربِّ جلَّ جلالُه
مع
أهلِ الجنة
****
كلامُ
اللهِ سبحانه صفةٌ من صِفاتِه الفعلية، فهو يتكلَّمُ كما يشاءُ سبحانه وتعالى، ولا
نتعرَّضُ لكيفيتِه فهذا أمرٌ لا يعلمُه إلا الله، وهذا مذهبُ أهلِ السُّنةِ
والجماعة، وأمَّا الجَهْميةُ ومَن سار في رِكابِهم من الفِرَقِ الضَّالة فإنَّهم
يَنفون الكلامَ عن اللهِ تعالى كما يَنفون سائرَ الصفات، ويجعلون نسبةَ الكلامِ
إلى اللهِ مجازًا؛ وذلك لأنَّ اللهَ خالقُ الكلامِ عندهم فيُضافُ إليه إضافةَ
مخلوق، واللهُ سبحانه يتكلَّمُ متى شاء وكيفَ شاء سبحانه وتعالى؛ لأنَّ كلامَه من
صفاتِ أفعالِه فهو يتكلَّمُ متى شاء؛ تكلَّم في الماضي ويتكلَّم في المستقبلِ ويوم
القيامةِ فهو يأمُرُ وينهَى بكلام ﴿إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيًۡٔا أَن
يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ﴾
[يس: 82] وكلامُه سبحانه تارةً يصِل إلينا بواسطةٍ كالقرآنِ فإنه كلامُ الله لكننا
لم نسمعْه من اللهِ وإنَّما وصَل إلينا بواسطةِ جبريلَ إلى محمد صلى الله عليه
وسلم، ومن كلامِ اللهِ ما يُسمَع بلا واسطةٍ كما سمِعه موسى عليه السلام «كليم
الله» وكذلك يُكلِّمُ أهلَ الجنةِ بكلامٍ يسمعُونه بلا واسطةٍ مباشرةً وهذا الذي
ذكرَه ابنُ القيِّم في هذا الباب.
الصفحة 1 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد