فَصلٌ: في صِفَة عَرائِس الجَنَّة وحُسْنهنَّ
وجمالهنَّ
ولذَّة وِصَالهنَّ ومُهُورهنِ
****
يا
مَنْ يَطُوفُ بكعبةِ الحُسْنِ التي **** خُفَّتْ بِذاكَ الحِجْرِ والأرْكانِ
ويظلُّ
يسعى دائمًا حولَ الصَّفا **** ومُحَسِّرٍ مَسْعاهُ لا العَلَمانِ
****
بَعضُ النَّاسِ يَتعلَّق قَلبهُ فِي هَذه
الدُّنيَا بِالجَمال والعِشقِ والغَرامِ فَيتغَنَّى بالجَمَال وَوصْف الجَميلاَتِ،
فَهذَا لاَ يَصلُ إِلى شَيءٍ، وَإنَّما يَصلُ إِلى التَّعبِ، وَهَذا تَصوِير مِن ابْن
القَيِّم رحمه الله لِهَذا النَّوعِ مِن النَّاس الذِي يَتعلَّق قلبُهُ بالحُبِّ
والغَرَام والجَمَال والعِشقِ فَهَذا لا يَصلُ إِلى شيء.
وأمَّا
الصِّنفُ الثَّاني فَهُم الذِين شَمَّروا عَن سَاعد الجدِّ، وَعَملُوا الأَعمَال
الصَّالِحة، وأدَّوا المَناسِك التِي شَرعَها اللهُ فِي الحَجِّ والعُمرَة،
وبَذلُوا حَياتَهم فِي طَاعَة اللهِ، فَهؤلاءِ هُم الذِينَ ينَالُون الجَمالَ
والزَّوجَات الصَّالِحَات الجَميلات.
وقَوله:
«يَا مَن يَطوفُ بِكَعبَة الحُسن»: هَذا مِن بَاب التَّشبِيه فَقَط، لَيس المُراد:
كَعْبة الحَرَم.
وكَذلِك قولُه: «وَيظلُّ يَسْعى دَائِمًا حَول الصَّفا»، لَيس المُراد بهِ: المَشعَر المَعرُوف، وَلكن هَذا مِن بَاب التَّشبِيه، ومُحَسِّر مَكان بَين مِنى ومُزدَلِفة، تُطلَب السُّرعَة عِند المُرورِ بِه؛ لأنَّه مَوطن عَذَاب، وَهُو مَحَل
الصفحة 1 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد