×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

ويَرُومُ قُرْبَانَ الوِصَالِ على مِنَى  ****  والخِيفُ يَحْجُبُه عَنِ القُرْبَانِ

فَلِذا تَرَاهُ مُحْرِمًا أبَدًا ومَوْ  ****  ضِعُ حِلِّهِ مِنْه فليسَ بِدَانِ

يَبْغِي التَّمَتُّعَ مُفْرِدًا مِنْ حُبِّهِ  ****  مُتجرِّدًا يَبغي شفيعَ قِرانِ

فيظلُّ بالجمراتِ يَرْمي قَلْبَهُ  ****  هذي مناسِكُهُ بكُلِّ زَمانِ

والناسُ قَدْ قَضَّوْا مناسِكَهُمْ وقَدْ  ****  حَثُّوا ركائِبَهُمْ إلى الأوطانِ

****

 سَعي أصْحَاب الحُبِّ والغَرام في الدُّنيا، لا مَوطِن السَّعي المَشروعِ وَهُو مَا بينَ العَلمَين مِمَّا بَين الصَّفا والمَرْوة.

يَعنِي: يُريدُ العَشيقَة يَتمَتَّع بِها، لَيس المُراد تَمتُّع العُمرَة أو الحَجِّ، وَيريدُ الاقْترانَ وهُو الاتِّصال بِها.

الجَمرَات: هِي الحُبُّ وَليسَت جَمَرَات المَناسِك، فَيرمي قلبَه على العَشِيقَة والمَحبُوبة فَهَذه مَناسِكُه، دَائمًا وَراء العِشقِ والغَرامِ والنِّسَاء وَهَذا لا يَصِل إِلى شَيءٍ ويَبقَى مُحرمًا طُول حَيَاته.

أدُّوا مَناسِك الحَجِّ والعُمرَة وَرجَعُوا، فَهؤلاءِ أصْحَابُ الأعْمَالِ الصَّالِحة.


الشرح