وحَدَتْ بِهِم هِمَمٌ لهم وعزائمٌ **** نحوَ المنازِلِ أوَّلَ الأزمانِ
رُفِعَتْ
لهم في السيرِ أعلامُ الوصا **** لِ فَشَمَّرُوا يا خيبةَ الكسلانِ
ورأوْا
على بُعْدٍ خيامًا مُشْرِفا **** تٍ مُشْرِقاتِ النُّورِ والبُرهانِ
فَتَيَمَّمُوا
تلك الخيامَ فآنَسُوا **** فيهنَّ أقمارًا بلا نُقصانِ
من
قاصراتِ الطَّرْفِ لا تبغي سوى **** مَحْبُوبِها مِن سائرِ الشُّبّانِ
قَصَرَتْ
عليه طرفَها مِنْ حُسْنِهِ **** والطَّرْفُ في ذا الوجهِ للنِّسْوانِ
أو
أنَّها قَصَرَتْ عليه طَرْفَهُ **** مِنْ حُسْنِها فالطَّرْفُ للذُّكْرانِ
****
شَمَّروا إِلَى الآخِرة.
يَعنِي:
ظَهرَت لَهُم الجَنَّة وَمَا فِيها مِنَ النَّعِيم والسُّرورِ فَرأوْهَا
بِقلُوبِهم وبَصَائِرهم فَشَمَّروا لِطلبِهَا فِي هَذه الدُّنيَا، قَال تَعالَى: ﴿حُورٞ
مَّقۡصُورَٰتٞ فِي ٱلۡخِيَامِ﴾
[الرحمن: 72].
قولُه
تَعَالى: ﴿فِيهِنَّ
قَٰصِرَٰتُ ٱلطَّرۡفِ﴾ [الرحمن:
56]، فِيه تَفسِيرَان:
الأوَّل: أنَّ المُرادَ بهِ أنَّ النِّساءَ قَصرن نَظَرهنَّ علَى أزْوَاجِهنَّ، فَلا يَنظُرن إِلى غَيرِهِم؛ لأنَّهنَّ مُقتَنِعات بِأزْوَاجِهن ولا يَرينَ مَن هُو أحْسَن مِن أزْوَاجِهن.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد