ومَنِ استَطَاعَ يُطِيلُ غُرَّتَهُ فَمَوْ **** قُوفٌ على الرَّاوِي هُوَ الفَوْقَانِي
فأبو
هريرة قال ذا مِنْ كِيسِهِ **** فغدا يُميِّزُهُ أُوْلُو العِرفانِ
ونُعَيْمٌ
الرَّاوِي لَهُ قَدْ شَكَّ في **** رَفْعِ الحديثِ كَذَا رَوَى الشَّيْبَانِي
وإطَالَةُ
الغُرَّاتِ لَيْسَ بِمُمْكِنٍ **** أبَدًا وذَا في غَايَةِ التِّبْيَانِ
****
وبَعضُ
الفُقهاء قلَّدَ أبَا هُرَيرَة وَصارَ يغْسِل السَّاقينِ مَع الرِّجلَين،
والعَضدَينِ مَع اليَدينِ، ومُقدَّم الرَّأسِ مَع الوَجه، فَقلَّد أبَا هُريرَة
فِي هَذا.
والصَّواب
عَدم ذَلكَ؛ لأنَّه خِلاف الدَّلِيل، وفِعلُه هَذا اجْتِهادٌ مِنه، فَالواجِب أنْ
تَلتَزم الحَدَّ الذِي حدَّده اللهُ تَعالى فَلا تَزِد عَليهِ ولا تَنقُص عَنه.
فالرَّسُول
صلى الله عليه وسلم لَمَّا تَوضأ وغَسَل يَديهِ أدَار المَاء عَلى مِرفَقَيهِ،
ولمَّا غَسَل رِجلَيه أدَار المَاء عَلى كعْبَيه، فَهذا تَفسيرٌ مِن الرَّسُول صلى
الله عليه وسلم للآيةِ الكَريمَة، ولَم يَغسِل عَضُديهِ وَلا سَاقيهِ، فَالقُرآن
والسُّنَّة لَيس فِيهمَا غُسلُ العَضدَينِ والسَّاقين.
يَعنِي:
قَال ذَلكَ مِن اجْتِهَاده، فَأهلُ الحَديثِ ميَّزوا كلامَ رَسُول الله صلى الله
عليه وسلم مِن كَلامِ أبِي هُريرَة رضي الله عنه.
***
الصفحة 3 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد