أبَدًا فَكُلُّ مُعَطِّلٍٍ هُوَ مُشْرِكٌ **** حَتْمًا وَهَذَا وَاضِحُ التِّبْيَانِ
فَالعَبْدُ
مُضْطَرٌّ إِلَى مَنْ يَكْشِفِ الـ **** ـبَلْوَى وَيُغْنِي فَاقَةَ الإِنْسَانِ
وَإِلَيهِ
يَصْمُدُ فِي الحَوَائِجِ كُلِّهَا **** وَإِلَيهِ يَفْزَعُ طَالِبًا لأَِمَانِ
فَإِذَا
انْتَفَتْ أَوْصَافُهُ وَفِعَالُهُ **** وَعُلُوُّهُ مِنْ فَوْقِ كُلِّ مَكَانِ
فَزِعَ
العِبَادُ إِلَى سِوَاهُ وَكَانَ ذَا **** مِنْ جَانِبِ التَّعْطِيلِ وَالنُّكْرَانِ
فَمُعَطِّل
الأَوْصَافِ ذَاكَ مُعَطِّلُ التْـ **** ـتَوحِيدِ حَقًّا ذَانِ تَعْطِيلاَنِ
****
فَإذا عَطَّل هَذا الكَون مِن خالِقِه، أو
عَطَّل الرَّب مِن صِفَاته، تَوجَّه الخَلق إِلَى غَيرِه، فَيلزَم عَلى التَّعطيلِ
حِينئذٍ الشِّركُ، والمُشركُ مُعطِّلٌ؛ لأنَّه عَطَّل اللهَ سُبحَانه مِن حَقِّه
الذِي لا يُشارِكه فِيه أحدٌ وَهُو العِبادَة.
هَذا
وَجهُ كَونِ المُعطِّل مُشركًا؛ لأنَّ العَبدَ مُضطرٌّ إِلى إِلهٍ يَسألُه
وَيدعُوه وَيطْلُب مِنه مَقصُودَه وَما يُصلِحُه، وَإذا كَان الرَّبُّ لاَ يَقدِر
عَلى ذَلكَ تَوجَّه العِبَاد إِلى غَيرِه وَهَذا هُو الشِّركُ.
الذِي
يُقرُّ بِوُجُود اللهِ لَكنَّه يُشرِك فِي تَوحِيد العِبادَة يَكونُ مُعطِّلاً
للهِ؛ وَذلِكَ لأنَّه صَرَف حَقَّ اللهِ لِغيرِه، وَجَعل للهِ شَرِيكًا، وَهذا
تَعطِيلُ التَّوحِيد.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد