رَاجِعْ بِهِ سُبُلَ الهُدَى والطُفْ بِهِ **** حَتَّى تُرِيهِ الحَقَّ ذَا تِبْيَانِ
وَارْحَمْهُ
وَارْحَمْ سَعْيَهُ المِسْكِينَ قَدْ **** ضَلَّ الطَّرِيقَ وَتَاهَ فِي القِيعَانِ
يَا
رَبِّ قَدْ عَمَّ المُصَابُ بِهَذِهِ الـ **** آَرَاءِ وَالشَّطَحَاتِ وَالبُهْتَانِ
هَجَرُوا
لَهَا الوَحْيَينِ وَالفِطْرَاتِ وَالـ **** آَثَارَ لَمْ يَعْبُوا بِذَا الهِجْرَانِ
قَالُوا
وَتِلْكَ ظَوَاهِرٌ لَفْظِيَّةٌ **** لَمْ تُغْنِ شَيْئًا طَالِبَ البُرْهَانِ
فَالعَقْلُ
أَوْلَى أَنْ يُصَارَ إِلَيهِ مِنْ **** هَذِي الظَّوَاهِرِ عَنْدَ ذِي العِرْفَانِ
****
وهَذَا مِن إِنْصَافهِ رحمه الله: أَنَّه دَعَا
بِالهِدايَة وَأَن يَردَّهُم اللهُ إِلَى الصَّوابِ.
عادَ
إلَى ذِكْر مَا هُم عَلَيه وَأنَّهُم يَقُولُون: إِنَّ القُرآنَ والسُّنَّةَ
ظَواهِرٌ ظَنِّيَّةٌ لاَ تُفيدُ اليَقينَ، وَأنَّ قَواعِد المَنطِق عِلمِيَّةٌ
تُفيد اليَقِين. هَذا هُو سَببُ الضَّلالِ، ثُمَّ اخْتَلفُوا فِيما بَينَهُم فكلٌّ
يَدَّعي أنَّ مَا هُوَ عَليهِ هُو الحَقُّ، وَأنَّ غَيرَه لَيسَ عِندَه حَقٌّ،
وَهَكذَا سُنَّةُ اللهِ فِيمَن ابْتُليَ بِترْكِ الحَقِّ أنْ يُبتَلى بِالخِلافِ
والجِدَالِ والافْتِرَاق، حتَّى إِنَّ بَعضَهُم يُكفِّر بَعضًا ويُضلِّلُ بَعْضُهُم
بَعضًا، فَكلٌّ يَدَّعِي أنَّه عِندَه العَقلُ الصَّحِيحُ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد