كَمْ ذا التَّلاعُبُ مِنْكُمُ بالدِّينِ والـ **** إيمانِ مِثْلَ تَلاعُبِ الصِّبيانِ
خُسِفَتْ
قلوبُكُمُ كما خُسِفَتْ عُقُو **** لُكُمُ فلا تَزْكُوا على القرآنِ
كَم
ذَا تَقولُوا مُجْمَلٌ وَمُفَصَّـلٌ **** وظواهِرٌ عُزِلَـتْ عنِ الإيقانِ
حتَّى
إذَا رَأيُ الرجالِ أتاكُمُ **** فاسمَعْ لما يُوحَى بلا بُرهانِ
****
الخُسوفُ والكُسوف: ذَهَاب
ضُوء أَحد النَّيِّرين وهُمَا الشَّمس والقَمر أو بَعضِه، فَهُم كَذلك عُقولُهم
خُسفت، أي: ذَهب ضَوؤها وذَهب نُورُها وأصْبَحت فِي ظُلمَة بِسَبب إعرَاضِهِم عَن
كِتاب اللهِ وسُنَّة رَسُوله صلى الله عليه وسلم، فأظْلَمَت عُقُولُهم وأصْبَحت
مَكسُوفة أو مَخسُوفة لا ضَوء فِيها.
هَذا
رَأيهُم فِي نُصوصِ الكِتَابِ والسُّنَّة، قَالُوا: إنَّها لا تُفيدُ اليَقِين وَلا
العِلمَ؛ لأنَّها مُجْمَلات ومُطلقَات وظَواهِر، فَلا يُستَفَاد مِنها اليَقينُ،
وإنَّما اليَقينُ يُستَفاد مِن قَواعِد المنْطِقِ وَعلْمِ الكَلامِ لأنَّه هُو
البَراهينُ القَطعيَّة عنْدَهم.
وأمَّا
آراء الرِّجَال فَهِي عِندَكم الحَق، فتُقدِّمون آرَاءَ الرِّجَال والشُّيُوخ
لأنَّها هِي اليَقين عِندَكم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد