مِثْلَ الخفافيشِ التي إنْ جاءَها **** ضَوْءُ النهارِ ففي كُوَى الحيطانِ
عَمِيَتْ
عَنِ الشَّمْسِ المُنيرَةِ لا تُطيـ **** ـقُ هِدَايَةً فيها إلى الطَّيَرَانِ
حتَّى
إذا ما اللَّيْلُ جاءَ ظَلاَمُـهُ **** جَالَتْ بِظُلْمَتِهِ بِكُلِّ مَكَـانِ
فَتَرى
الـمُوَحِّد حين يَسْمَعُ قولَهُمْ **** ويَراهُمُ في مِحْنَةٍ وهَوانِ
وارَحْمَتـاهُ
لِعَيْنـهِ ولأُذْنـِـهِ **** يـا مِحْنَـةَ العَيْنَيْـنِ والأُذُنـانِ
إنْ
قـالَ حقًّا كَفَّروه وإن يقـو **** لـوا بـاطِلاً نسَبُوهُ للإيمـانِ
****
الخَفافِيش: جَمعُ
خُفَّاش وهُوَ حَيوان مَعروفٌ وَيُسمَّى الوطواط، وهُوَ الذِي يَطيرُ فِي اللَّيل
لأنَّه فِي النَّهار لا يَرى، فَهو يَأوي إلَى الجُحورِ وَيبقى فِيها إِلَى
اللَّيل ثُم يَخرُج، ولِذَلك سُميَ بِالخُفَّاش لصِغَر عَينَيْه وضَعْفِ بَصره.
والأخْفَش: ضَعيفُ البَصرِ. فَهَذا مَثلٌ ضَربهُ لَهُم: وهُوَ أنَّه إذا جَاءتْ
نُصوصُ الكِتَاب والسُّنَّة فَإنَّهم لا يُبصِرُون، أمَّا إِذَا جاءتُ عُقول
الرِّجَال وأفْكارُهم فَهم يُسَرّون ويَستَدلُّون بِها فَهذا مثلٌ مطابقٌ
لِحَالهم.
فالمُوحِّدُ الذِي يتَّبعُ الكِتابَ والسُّنَّة يَكون مَعهم فِي مِحنَة، مَاذا يَعمَل مَعهُم؟ لاَ يَقبَلون الحَقَّ، بَل يُريدونَه أنْ يَأتي مَعهُم إلَى
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد