×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

حَتَّى إذا مَـا رَدَّه عَـادَوْهُ مِثْـ  ****  ـلَ عَداوةِ الشيطانِ للإنسانِ

قالوا لَهُ خالَفْتَ أقوالَ الشُّيُو  ****  خ ولَمْ يُبَالُوا الخُلْفَ للفُرقانِ

****

 الضَّلال، وَهُو يُريدُهم أنْ يَأتوا مَعه إِلَى الحقِّ، فَلا يَسمعُ وَلا يَرى إِلا بَاطلاً مِنهُم، فَهو مُمتحَنٌ بَينهُم.

فَإن قَال: قالَ اللهُ وقَال رسُولهُ كفَّروهُ؛ لأنَّه يقول: اللهُ في السَّماء ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ [طه: 5]، وإِذا أثْبَت الوَجهَ واليَدينِ، قَالوا: هَذا مُجسِّم فهُوَ كَافر. وإِذَا جَاءت الأقْوالُ البَاطلةُ فَإنَّهم يقولُون: هَذا هُو الإيمَان وهَذه هِي العَقيدَة الصَّحيحَة.

ولِذَلك يُسمُّون كُتبَهم التِي هِي عِلم الكَلاَم والجَدلِ كُتب التَّوحِيد، وأمَّا أدِلَّة الكِتاب والسُّنَّة فَلا يُسمونها علِمَ التَّوحِيد، فَعندَهُم عِلمُ التَّوحيدِ هُو الجَدل، وكُلُّها عَقليَّات ولَيس فِيها نصٌّ لا من الكِتَاب ولا من السُّنَّة، ولذا يَقول الرَّازي فِي تَفسِيره: ولِمُحمَّد بن خُزَيمَة كِتاب يُسمِّيه «كتابُ التوحيد» وَهُو في الحَقيقَة كِتاب الشِّرك.

إذَا لَم يقْبَل المُوحِّد آراءَ شُيوخِهم عادَوهُ، مِثل عَداوة الشَّيطان للإِنسَان، فَهِي عَداوة عَميقةٌ لا لِشَيء إلا لأنَّ المُوحِّد يَتمسَّك بِكتابِ اللهِ وسُنَّة رَسوله وَلا يَعدِل بِهمَا شيئًا.

يغارُون لأقْوَال الشُّيوخِ مَع أنَّ الوَاجبَ أنَّ أقْوال الشُّيوخِ تُعرَضُ عَلى الكِتاب والسُّنَّة فمَا كَان مِنهَا صَوابًا فإنَّه يُقبل، ومَا كَان مِنهَا مِن خَطأ فإنَّه يُردّ، وهُم عِندَهم العَكسُ، يُقدِّمون أقوَالَ الشُّيوخِ عَلى الكِتابِ والسُّنَّة.


الشرح