عَزَلُوهُ أن يُحْتَجَّ قطُّ بِقَوْلِهِ **** فِي العِلْمِ بِاللهِ العَظِيمِ الشَّانِ
عَزَلُوا
كلامَ اللهِ ثُمَّ رسُولِهِ **** عَنْ ذَاكَ عَزْلاً لَيْسَ ذَا كِتْمَانِ
جَعَلُوا
حَقِيقَتَهُ وَظَاهِرَهُ هُوَ الْـ **** ـكُفْرُ الصَّرِيحُ البَيِّنُ البُطْلاَنِ
****
أيُّنا الَّذِي تنقَّصَ الرَّسولَ صلى الله عليه
وسلم ؟ الذي عزلَ أحاديثَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وقالَ: لا يُحتَجُّ بها،
أو الَّذِي قال: يجبُ طاعَةُ الرَّسولِ فيما أمَرَ، وتصديقُه فيما أخبَرَ، واجتناب
ما عنه نَهَى وزَجَرَ، وألاّ يُعْبَدَ اللهُ إلاَّ بما شَرَعَ، فأيُّنا أحقُّ
بمعرفةِ قوْلِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم نحنُ أم أنتم الذين تقولون: إنَّ
أحاديثَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم لا يُعتمَدُ عليها، وأخبارَه لا تُفيدُ
العِلم. فيا عجبًا كيف يَقلِبُونَ معايِبَهم، ويُلْبِسُونَنا إيَّاها، وهي لهم
وبِهم ألصقُ. وقالوا: القرآنُ والسُّنَّةُ لا يُفيدانِ اليقينَ وإنَّما يُفيدانِ
الظَّنَّ، والعقائدُ يقينِيَّةٌ، واليقينُ لا يكونُ إِلاَّ بالأدِلَّةِ
العقلِيَّةِ، فالأدِلَّة العقليَّةُ هي الأصلُ عندهم. وأمَّا الكتابُ والسُّنَّةُ
فما وافَقا فيهِ العقلَ أخذُوا به، وما خالفا فيه العقلَ بِزَعْمِهم أوَّلُوه، أو
فَوَّضُوه.
جَعلُوا
ظواهِرَ النُّصوصِ تُفيد الشِّرْكَ والكُفْر والتَّجْسِيم؛ فلذلك صارُوا فَريقين:
إمّا مفوِّضَة يفَوِّضُون معانِيَها إلى اللهِ بِزَعْمِهم، وإمّا مُؤوِّلة
يُحرِّفونها إلى معانٍ باطلةٍ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد