القِسْم الأوَّل:
الذِين عَرَفوا الحقَّ وَلكنَّهم خَالفُوه عَن عِناد وعَن تَمرُّد؛ فَهَؤلاءِ لاَ
شكَّ فِي كُفْرهم مِثل: الجَهمِيَّة وغُلاة الرَّافِضة وغُلاة الصُّوفيَّة الذِين
عَرفوا الحَقَّ وَلكنَّهم مَا تَنازلوا عَن بَاطِلهم.
لأنَّهم
يَفوتُهم شيءٌ مِن رِئَاستِهم، وَمدح النَّاس لَهم، والأَطْماع التِي يَحصُلون
عَليها، فَهَؤلاءِ لا شَكَّ فِي كُفرِهم، وَلا عُذر لَهُم لأنَّهُم عَرفُوا الحقَّ
وَلكنَّهم لم يقبلوه.
القسْمُ
الثَّاني: قَالوا هَذه المَقَالات وَلكنَّهم مَا عَرََفوا
الحَقَّ، وَعندَهُم أهْليَّة لَو بَحَثوا لَعَرفُوا الحقَّ، وَلكنَّهم قَصَّرُوا
ولَمْ يبْحَثوا عَن الحَقِّ، مع أنَّهم عنْدَهم أهْلِيَّة لَو قَرؤوا.
فهَؤلاء
لا شَكَّ فِي أنَّهم فُسَّاق، ولَكن اخْتَلفَ أهلُ العِلمِ فِي تَكفِيرهِم؛
فمِنهُم مَن يَرى كُفرَهم، وَمنهُم مَن لاَ يرى كفْرَهُم، فَمن كفَّرَهُم قَال:
إنَّ عِندَهم أهْلِيَّة وَهُم أهْل معْرِفَة وَمَع ذَلكَ قصَّروا في البَحْث عَن
ذَلكَ، فَهم يَعرِفونَ الحَق وَيقدِرون علَيهِ لَو أرَادُوا.
وبَعضُهم
يَرى أنَّهم لاَ يكفَّرون لأنَّهم مَا عَرفُوا الحَقَّ، والإِمام ابْنُ القَيِّم
رحمه الله تَوقَّفَ فِي تَكفير هَؤلاءِ، فَفسَّقَهم وَلكنَّه تَوقَّف فِي
تَكفِيرهِم.
القسْمُ
الثَّالث: أُنَاس لَم يَعرِفوا الحَقَّ، وَليسَ عِندَهم أَهْليَّة
لِلبحثِ والوُصولِ إلى الحَقِّ وَهُم عَلى قِسمَين:
قِسم
قلَّدُوا مَن أَحْسَنُوا فِيهم الظَّنَّ مِن أَهلِ الضَّلالِ، فَهُم جُهَّال
قلَّدُوا أناسًا لم يدرُوا أنَّهُم مِن أهْل الضَّلال.
وقِسمٌ
مَا عَرفوا الحَقَّ ولَكن أرادُوا البحْثَ عَنه فَلم يُوفَّقُوا،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد