وَأَيْنَ التَّوْحِيدُ
لِلْخَالِقِ بِالرَّغْبَةِ إلَيْهِ وَالرَّجَاءِ لَهُ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ
وَالْحُبِّ لَهُ مِنْ الإِْشْرَاكِ بِهِ بِالرَّغْبَةِ إلَى الْمَخْلُوقِ
وَالرَّجَاءِ لَهُ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ وَأَنْ يُحِبَّ كَمَا يُحِبُّ اللَّهَ؟
وَأَيْنَ
صَلاَحُ الْعَبْدِ فِي عُبُودِيَّةِ اللَّهِ وَالذُّلِّ لَهُ وَالاِفْتِقَارِ
إلَيْهِ مِنْ فَسَادِهِ فِي عُبُودِيَّةِ الْمَخْلُوقِ وَالذُّلِّ لَهُ
وَالاِفْتِقَارِ إلَيْهِ ؟
فَالرَّسُولُ
صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِتِلْكَ الأَْنْوَاعِ الثَّلاَثَةِ الْفَاضِلَةِ
الْمَحْمُودَةِ الَّتِي تُصْلِحُ أُمُورَ أَصْحَابِهَا فِي الدُّنْيَا
وَالآْخِرَةِ.
**********
الشرح
قوله: «وَأَيْنَ التَّوْحِيدُ
لِلْخَالِقِ». أين هذا في الذي يسأل الناس، إن سأل الأموات فهذا شرك، وإن سأل
الأحياء فهذا مكروه ومذموم، والواجب على المسلم أن يسأل الله، والله غني كريم،
فعلق آمالك بالله، واستغن عن سؤال الناس ولو بالحرف الدنيئة.
قوله: «وَأَيْنَ صَلاَحُ الْعَبْدِ فِي
عُبُودِيَّةِ اللَّهِ...». هذا فيه نوع من العبودية للمخلوق، كونك تخضع له،
وتذل نفسك له، وتطلب منه، هذا فيه ذلة، وفيه احتياج إلى المخلوق، والمفروض أنك
تتوجه إلى الله سبحانه وتعالى، وتعلق قلبك به، وتطلب منه حوائجك، فأنت عبد لله، لا
تكن عبدًا للمخلوق، ولهذا يقول الشاعر:
العَبْدُ حُرٌّ مَا قَنع |
والحُرُّ عَبْدٌ مَا طَمِع |
فإذا طمع الحر صار عبدًا، وإذا قنع العبد صار حرًّا.
قوله: «فَالرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم
أَمَرَ بِتِلْكَ الأَْنْوَاعِ الثَّلاَثَةِ الْفَاضِلَةِ الْمَحْمُودَةِ الَّتِي
تُصْلِحُ أُمُورَ أَصْحَابِهَا فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ». هذه الثلاثة هي:
دعاء الله سبحانه، والرغبة إليه؛ لأن فيه عبادة لله.
الترفع عن الذلة.
كف للأذى للناس، فلا تتعرض لهم وتسألهم تؤذيهم بهذا.
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد