وَأَمَّا شَفَاعَتُهُ
لأَِهْلِ الذُّنُوبِ مِنْ أُمَّتِهِ فَمُتَّفَقٌ عَلَيْهَا بَيْنَ الصَّحَابَةِ
وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَسَائِرِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ
الأَْرْبَعَةِ وَغَيْرِهِمْ.
**********
الشرح
الشفاعة التي يشترك فيها النبي صلى الله عليه وسلم وغيره هي الشفاعة في أهل
الكبائر من المؤمنين من الموحدين، فهو يشفع، والأنبياء يشفعون، والأولياء
والصالحون يشفعون، والأفراط - وهم أطفال المسلمين الذين ماتوا قبل بلوغهم -
يشفعون، فهي شفاعة مشتركة.
وهذه الشفاعة الخلاف فيها مشهور بين أهل السنة والمبتدعة من الخوارج
والمعتزلة الذين ينكرون الشفاعة في أهل الكبائر، مع أن الأحاديث فيها متواترة، فهم
ينكرونها ويقولون: من دخل النار لا يخرج منها، ويقولون: إن مرتكب الكبيرة التي دون
الشرك كافر، فيكفرون بالكبائر التي دون الشرك، وبناءً على ذلك، فلا شفاعة فيه
والعياذ بالله، ولا شك أن هذا ضلال مبين وإنكار لما تواترت النصوص بإثباته.
والخوارج: جمع خارجي، والمراد بهم الذين خرجوا على ولاة الأمور، خرجوا على
عثمان رضي الله عنه وقتلوه، وخرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقتلوه،
وخرجوا بعد ذلك، ولا يزالون يخرجون على ولاة الأمور.
وهم يكفرون بالكبائر التي دون الشرك، ويقتلون المسلمين بناءً على مذهبهم
الباطل أن المسلمين كفار، كما هو مشاهد من أفعال الخوارج، ومن تتلمذ عليهم، أو
تأثر بهم، أو قرأ كتبهم، ولا تظنوا أن الخوارج انقطعوا، فهم لا ينقطعون، ويخرجون
في مختلف الأزمان بين كل فترة وأخرى، فهو مذهب باطل، وأول من قام بذلك ذو الخويصرة
التميمي
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد