وَلِهَذَا نُهِيَ عَنْ
الاِسْتِغْفَارِ لِعَمِّهِ، وَأَبِيهِ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ الْكُفَّارِ، وَنُهِيَ
عَنْ الاِسْتِغْفَارِ لِلْمُنَافِقِينَ، وَقِيلَ لَهُ: ﴿سَوَآءٌ
عَلَيۡهِمۡ أَسۡتَغۡفَرۡتَ لَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ لَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ
لَهُمۡۚ﴾ [المنافقون: 6]، وَلَكِنَّ الْكُفَّارَ يَتَفَاضَلُونَ
فِي الْكُفْرِ كَمَا يَتَفَاضَلُ أَهْلُ الإِْيمَانِ فِي الإِْيمَانِ، قَالَ
تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا ٱلنَّسِيٓءُ
زِيَادَةٞ فِي ٱلۡكُفۡرِۖ﴾ [التوبة: 37].
فَإِذَا
كَانَ فِي الْكُفَّارِ مَنْ خَفَّ كُفْرُهُ بِسَبَبِ نُصْرَتِهِ وَمَعُونَتِهِ،
فَإِنَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتُهُ فِي تَخْفِيفِ الْعَذَابِ عَنْهُ لاَ فِي
إسْقَاطِ الْعَذَابِ بِالْكُلِّيَّةِ؛ كَمَا فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» عَنْ
الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ: قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ،
فَهَلْ نَفَعْت أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ
لَك؟ قَالَ: «نَعَمْ هُوَ فِي ضِحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ وَلَوْلاَ أَنَا لَكَانَ فِي
الدَّرْكِ الأَْسْفَلِ مِنْ النَّارِ» ([1]). وَفِي لَفْظٍ: إنَّ أَبَا
طَالِبٍ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَنْصُرُك وَيَغْضَبُ لَك، فَهَلْ نَفَعَهُ ذَلِكَ؟
قَالَ «نَعَمْ، وَجَدْته فِي غَمَرَاتٍ مِنْ نَارٍ فَأَخْرَجْته إلَى ضِحْضَاحٍ» ([2]).
وَفِيهِ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ، فَقَالَ: «لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُجْعَلُ فِي ضِحْضَاحٍ مِنْ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ» ([3]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3883)، ومسلم رقم (209).
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد