×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 وَالْعَقْلُ الْفَعَّالُ عِنْدَهُمْ عَنْهُ يُصْدِرُ كُلَّ مَا تَحْتَ فَلَكِ الْقَمَرِ وَيُعْلَمُ بِالاِضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الأَْنْبِيَاءِ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ الْمَلاَئِكَةِ عِنْدَهُمْ مَنْ هُوَ رَبُّ كُلِّ مَا سِوَى اللَّهِ وَلاَ رَبُّ كُلِّ مَا تَحْتَ فَلَكِ الْقَمَرِ وَلاَ مَنْ هُوَ قَدِيمٌ أَزَلِيٌّ أَبَدِيٌّ لَمْ يَزَلْ وَلاَ يَزَالُ.

وَيُعْلَمُ أَنَّ الْحَدِيثَ الَّذِي يُرْوَى «أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلُ» حَدِيثٌ بَاطِلٌ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَنَّهُ لَوْ كَانَ حَقًّا لَكَانَ حُجَّةً عَلَيْهِمْ فَإِنَّ لَفْظَهُ «أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلُ» بِنَصْبِ الأَْوَّلِ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ «فَقَالَ لَهُ: أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ. فَقَالَ: وَعِزَّتِي مَا خَلَقْت خَلْقًا أَكْرَمَ عَلَيَّ مِنْك فَبِك آخُذُ وَبِك أُعْطِي وَبِك الثَّوَابُ وَبِك الْعِقَابُ»، وَرُوِيَ «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ» ([1]).

فَالْحَدِيثُ لَوْ كَانَ ثَابِتًا مَعْنَاهُ أَنَّهُ خَاطَبَ الْعَقْلَ فِي أَوَّلِ أَوْقَاتِ خَلْقِهِ وَأَنَّهُ خُلِقَ قَبْلَ غَيْرِهِ وَأَنَّهُ تَحْصُلُ بِهِ هَذِهِ الأُْمُورُ الأَْرْبَعَةُ لاَ كُلُّ الْمَصْنُوعَاتِ.

**********

الشرح

قوله: «وَالْعَقْلُ الْفَعَّالُ عِنْدَهُمْ عَنْهُ يُصْدِرُ كُلَّ مَا تَحْتَ فَلَكِ الْقَمَرِ وَيُعْلَمُ بِالاِضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الأَْنْبِيَاءِ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ الْمَلاَئِكَةِ عِنْدَهُمْ مَنْ هُوَ رَبُّ كُلِّ مَا سِوَى اللَّهِ وَلاَ رَبُّ كُلِّ مَا تَحْتَ فَلَكِ الْقَمَرِ». يفسرون أيضًا الملائكة بهذا، يقولون: هي العقل، إنما الملائكة والشياطين ليس لهما وجود مادي جسماني، وإنما هي معان، فالأفكار الطيبة ملائكة، والأفكار السيئة شياطين، وليس معنى الملائكة والشياطين أن هناك مخلوقات تسمى ملائكة، أو تسمى شياطين، إنما هي أشياء معنوية.


الشرح

([1])  أخرجه: الطبراني في الأوسط رقم (7241)، والبيهقي في الشعب رقم (4313).