وَهَذَا الأَْصْلُ وَهُوَ
التَّوْحِيدُ هُوَ أَصْلُ الدِّينِ الَّذِي لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ
الأَْوَّلِينَ والآخرين دِينًا غَيْرَهُ وَبِهِ أَرْسَلَ اللَّهُ الرُّسُلَ
وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَسَۡٔلۡ
مَنۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلۡنَا مِن دُونِ ٱلرَّحۡمَٰنِ
ءَالِهَةٗ يُعۡبَدُونَ﴾ [الزخرف: 45]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن
قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ
أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي
كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ
فَمِنۡهُم مَّنۡ هَدَى ٱللَّهُ وَمِنۡهُم مَّنۡ حَقَّتۡ عَلَيۡهِ ٱلضَّلَٰلَةُۚ﴾ [النحل: 36]،
وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عز وجل عَنْ كُلٍّ مِنْ الرُّسُلِ أَنَّهُ افْتَتَحَ
دَعْوَتَهُ بِأَنْ قَالَ لِقَوْمِهِ: ﴿ٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۖ﴾ [هود: 50].
**********
الشرح
التوحيد هو أصل الدين؛ لأنه تُبنى عليه بقية الأعمال، فلا يصح عمل إلا مع
التوحيد، فالمشرك لا يُقبل منه عمل مهما عمل، فلا بد من التوحيد.
قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلدِّينَ
عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ﴾ [آل عمران: 19] الإسلام هو التوحيد، وقال تعالى: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ
دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85].
والإسلام: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك
وأهله، وهو دين جميع الرسل، كلهم جاءوا بالتوحيد، قال نوح عليه السلام: ﴿وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ
مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [يونس: 72]، ولما قال الله عز وجل لإبراهيم: ﴿أَسۡلِمۡۖ﴾ قَالَ ﴿أَسۡلَمۡتُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [البقرة: 131]،
وقال هو وإسماعيل عليهما السلام: ﴿رَبَّنَا
وَٱجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ﴾ [البقرة: 128]، وقال موسى عليه السلام لقومه: ﴿يَٰقَوۡمِ إِن كُنتُمۡ
ءَامَنتُم بِٱللَّهِ فَعَلَيۡهِ تَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّسۡلِمِينَ﴾ [يونس: 84]، فالإسلام
هو التوحيد، وهو دين جميع الرسل.
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد