وَمَنْ تَعَبَّدَ
بِعِبَادَةِ لَيْسَتْ وَاجِبَةً وَلاَ مُسْتَحَبَّةً؛ وَهُوَ يَعْتَقِدُهَا
وَاجِبَةً أَوْ مُسْتَحَبَّةً فَهُوَ ضَالٌّ مُبْتَدِعٌ بِدْعَةً سَيِّئَةً لاَ
بِدْعَةً حَسَنَةً بِاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ الدِّينِ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُعْبَدُ
إلاَّ بِمَا هُوَ وَاجِبٌ أَوْ مُسْتَحَبٌّ.
وَكَثِيرٌ
مِنْ النَّاسِ يَذْكُرُونَ فِي هَذِهِ الأَْنْوَاعِ مِنْ الشِّرْكِ مَنَافِعَ
وَمَصَالِحَ وَيَحْتَجُّونَ عَلَيْهَا بِحُجَجِ مِنْ جِهَةِ الرَّأْيِ أَوْ
الذَّوْقِ أَوْ مِنْ جِهَةِ التَّقْلِيدِ وَالْمَنَامَاتِ وَنَحْوِ ذَلِكَ.
وَجَوَابُ هَؤُلاَءِ مِنْ طَرِيقَيْنِ:
أَحَدُهُمَا:
الاِحْتِجَاجُ بِالنَّصِّ وَالإِْجْمَاعِ.
وَالثَّانِي:
الْقِيَاسُ وَالذَّوْقُ وَالاِعْتِبَارُ بِبَيَانِ مَا فِي ذَلِكَ مِنْ الْفَسَادِ
فَإِنَّ فَسَادَ ذَلِكَ رَاجِحٌ عَلَى مَا يُظَنُّ فِيهِ مِنْ الْمَصْلَحَةِ.
**********
الشرح
من عبد الله بشيء لم يشرعه الله ولا رسوله، فهو مبتدع ضال، وبدعته ضلالة، قال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرُّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1]). وليس هناك بدعة في الدين حسنة أبدًا، الدين كامل قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس بحاجة إلى الزيادات، والاستحسانات، والقصص، والحكايات، هذا كله باطل، وليس من الدين، وإن كانوا يزعمون أن هذه بدعة حسنة، تقول: لا، الدين ليس فيه بدعة حسنة، وإنما البدع في الدين كلها سيئة، وكلها ضلالة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «وَشَرُّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»، فكل محدثة شر وليست خيرًا، فيجب إقفال هذا الباب نهائيًّا؛ حتى يُصان الدين من العبث وإدخال ما ليس منه.
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد