فَهَذِهِ الشَّفَاعَةُ
الَّتِي أَثْبَتَهَا الْمُشْرِكُونَ لِلْمَلاَئِكَةِ وَالأَْنْبِيَاءِ
وَالصَّالِحِينَ حَتَّى صَوَّرُوا تَمَاثِيلَهُمْ وَقَالُوا: اسْتِشْفَاعُنَا
بِتَمَاثِيلِهِمْ اسْتِشْفَاعٌ بِهِمْ وَكَذَلِكَ قَصَدُوا قُبُورَهُمْ وَقَالُوا:
نَحْنُ نَسْتَشْفِعُ بِهِمْ بَعْدَ مَمَاتِهِمْ لِيَشْفَعُوا لَنَا إلَى اللَّهِ
وَصَوَّرُوا تَمَاثِيلَهُمْ فَعَبَدُوهُمْ كَذَلِكَ وَهَذِهِ الشَّفَاعَةُ
أَبْطَلَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَذَمَّ الْمُشْرِكِينَ عَلَيْهَا وَكَفَّرَهُمْ
بِهَا.
**********
الشرح
هذه الشفاعة التي أثبتوها للملائكة، والرسل، والأنبياء، والصالحين، هي
الشفاعة المنفية التي نفاها الله سبحانه وتعالى، قال جل وعلا: ﴿وَكَم مِّن مَّلَكٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ
لَا تُغۡنِي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيًۡٔا إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ﴾ [النجم: 26]، وقال
الله جل وعلا في الملائكة: ﴿وَلَا
يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ﴾ [الأنبياء: 28]؛
لأن الشفاعة ملك لله، وهو الذي يأذن بها للملائكة ولغيرهم، فهم زعموا وأثبتوا
لهؤلاء الشفاعة المنفية التي هي من غير إذن الله، أو التي هي للمشركين الذين لا
تنفعهم شفاعة الشافعين.
قوله: «حَتَّى صَوَّرُوا تَمَاثِيلَهُمْ».
ولما كان النبي، أو الولي، أو الرسول ميت ليس بماثل أمامهم، ماذا عملوا؟ صوروا
صورته، يقولون: صورته تنوب عنه، فإذا رأيت صورته كأنه حاضر عندك، ولهذا جاء تحريم
الصور والتماثيل؛ لأنها سبب في هلاك أمم كقوم نوح لما صوروا الصالحين، ونصبوا
صورهم على المجالس، أتاهم الشيطان بعد مضي مدة وبعد انقراض العلماء، فزين لهم
عبادة هذه الصور، فعبدوها من دون الله. وقوم إبراهيم كانت فتنتهم بالتماثيل،
ينحتون التماثيل من الحجارة، ويبنونها من الطين، ثم يعبدونها، فهم يصنعونها
ويعبدونها،
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد