وَكَذَلِكَ مَا أَمَرَ
بِهِ مِنْ الصَّلاَةِ عَلَى الْجَنَائِزِ وَمِنْ زِيَارَةِ قُبُورِ الْمُؤْمِنِينَ
وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِمْ وَالدُّعَاءِ لَهُمْ هُوَ مِنْ بَابِ الإِْحْسَانِ إلَى
الْمَوْتَى الَّذِي هُوَ وَاجِبٌ أَوْ مُسْتَحَبٌّ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى
أَمَرَ الْمُسْلِمِينَ بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ فَالصَّلاَةُ حَقُّ الْحَقِّ فِي
الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ وَالزَّكَاةُ حَقُّ الْخَلْقِ.
**********
الشرح
قوله: «وَكَذَلِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مِنْ
الصَّلاَةِ عَلَى الْجَنَائِزِ». لأن القصد من الصلاة على الميت نفع الميت
والشفاعة له عند الله سبحانه وتعالى، والمصلي يؤجر على نفع أخيه الميت، فيجتمع
فيها انتفاع الحي، وانتفع الميت بالصلاة على الجنازة.
قوله: «وَمِنْ زِيَارَةِ قُبُورِ
الْمُؤْمِنِينَ». وكذلك زيارة قبر المسلم فيها نفس المنفعتين: منفعة الحي
بالاعتبار والاتعاظ ونيل أجر الزيارة، ونفع الميت بالدعاء له والاستغفار له، لا
أنه يزور الميت ليطلب من الميت حاجته، أو أن يطلب منه أن يستغفر له أو يدعو له،
فهذه زيارة شركية وليست شرعية، وهي التي عليها القبوريون اليوم، فهم يشيدون القبور
ويبنون عليها، ويجعلونها أوثانًا تُعبد من دون الله، فيذبحون لها، وينذرون لها،
ويطوفون ويتبركون بها، فهذه عبادة للأموات والعياذ بالله، هم يسمونها زيارة،
ويقولون: الرسول أمر بزيارة القبور. ويلبسون على الناس والعوام، لكنها زيارة غير
شرعية، بل هي زيارة شركية، والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرك بالله.
قوله: «فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ
الْمُسْلِمِينَ بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ». الله جل وعلا أمر بالصلاة
والزكاة، والصلاة حق لله جل وعلا، أما الزكاة فهي حق للمخلوق الفقير والمسكين، قال
الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ فِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ
حَقّٞ مَّعۡلُومٞ ٢٤لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ ٢٥﴾ [المعارج: 24، 25]،
فهي حق للمخلوقين، وهي أيضًا عبادة لله عز وجل؛ لأن الإحسان للمخلوقين عبادة لله.
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد