×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 فَهَذَا أَصْلٌ جَامِعٌ يَجِبُ عَلَى كُلِّ مَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ أَنْ يَتَّبِعَهُ وَلاَ يُخَالِفَ السُّنَّةَ الْمَعْلُومَةَ وَسَبِيلَ السَّابِقِينَ الأَْوَّلِينَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَْنْصَارِ وَاَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانِ بِاتِّبَاعِ مَنْ خَالَفَ السُّنَّةَ وَالإِْجْمَاعَ الْقَدِيمَ لاَ سِيَّمَا وَلَيْسَ مَعَهُ فِي بِدْعَتِهِ إمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَلاَ مُجْتَهِدٌ يُعْتَمَدُ عَلَى قَوْلِهِ فِي الدِّينِ وَلاَ مَنْ يُعْتَبَرُ قَوْلُهُ فِي مَسَائِلِ الإِْجْمَاعِ وَالنِّزَاعِ فَلاَ يَنْخَرِمُ الإِْجْمَاعُ بِمُخَالَفَتِهِ وَلاَ يَتَوَقَّفُ الإِْجْمَاعُ عَلَى مُوَافَقَتِهِ. وَلَوْ قُدِّرَ أَنَّهُ نَازَعَ فِي ذَلِكَ عَالِمٌ مُجْتَهِدٌ لَكَانَ مَخْصُومًا بِمَا عَلَيْهِ السُّنَّةُ الْمُتَوَاتِرَةُ وَبِاتِّفَاقِ الأَْئِمَّةِ قَبْلَهُ فَكَيْفَ إذَا كَانَ الْمُنَازِعُ لَيْسَ مِنْ الْمُجْتَهِدِينَ وَلاَ مَعَهُ دَلِيلٌ شَرْعِيٌّ وَإِنَّمَا اتَّبَعَ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الدِّينِ بِلاَ عِلْمٍ وَيُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُنِيرٍ.

**********

الشرح

قوله: «فَهَذَا أَصْلٌ جَامِعٌ يَجِبُ عَلَى كُلِّ مَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ أَنْ يَتَّبِعَهُ». الصراط المستقيم أصل جامع، وقد أضافه الله جل وعلا إلى نفسه تارة، وأضافه إلى من يتبعه تارة أخرى: ﴿صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ [الفاتحة: 7]، فأضافه إليهم؛ لأنهم ملازمون له ويسيرون عليه.

قوله: «وَلاَ يُخَالِفَ السُّنَّةَ الْمَعْلُومَةَ وَسَبِيلَ السَّابِقِينَ الأَْوَّلِينَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَْنْصَارِ وَاَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانِ بِاتِّبَاعِ مَنْ خَالَفَ السُّنَّةَ وَالإِْجْمَاعَ الْقَدِيمَ». إذا عرفت السنة تمسك بها، وإذا لم تعرفها فانظر ما عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم، فسر معهم؛ لأنهم على صراط الله المستقيم، قال تعالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ [التوبة: 100].


الشرح