×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 وَأَنْكَرَهَا كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ مِنْ الْخَوَارِجِ وَالْمُعْتَزِلَةِ وَالزَّيْدِيَّةِ، وَقَالَ هَؤُلاَءِ: مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ لاَ يَخْرُجُ مِنْهَا لاَ بِشَفَاعَةِ وَلاَ غَيْرِهَا. وَعِنْدَ هَؤُلاَءِ مَا ثَمَّ إلاَّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَلاَ يَدْخُلُ النَّارَ، وَمَنْ يَدْخُلُ النَّارَ فَلاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَلاَ يَجْتَمِعُ عِنْدَهُمْ فِي الشَّخْصِ الْوَاحِدِ ثَوَابٌ وَعِقَابٌ.

**********

الشرح

قال: «وَأَنْكَرَهَا كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ». البدع: جمع بدعة، وهي ما أحدث في الدين مما ليس منه، فالمحدث يسمى بدعة أو ابتداع، لأنه أحدث بغير دليل يدل عليه من كتاب الله وسنة رسول الله، وقد قاله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وفي رواية: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2]).

وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([3]). وفي بعض ألفاظ الحديث: «وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([4]). وقال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([5]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (1718).

([3])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).

([4])  أخرجه: النسائي رقم (1578)، وابن خزيمة رقم (1785)، والطبراني في الكبير رقم(8521).

([5])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).