هذه هي البدعة، فكل ما أحدث في الدين مما ليس منه فهو ضلالة، وهي تختلف،
منها ما هو كفر، ومنها ما هو كبيرة، ومنها ما هو ذنب ومعصية، فليست على حد سواء،
لكن كلها ضلالة، فالذي يقول: إن البدع خمسة أقسام: منها شيء حسن، ومنها شيء غير
حسن، هذا التقسيم من عنده، وهو مخالف لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ».
وهذا موجود في بعض الكتب، وهو غلط، وإن قال به من قال ممن هو معتبر في
العلم، فكلٌّ يخطئ ويصيب، فإذا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» وهو يقول: بل
هناك بدعة حسنة. فهذا رد على الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهم يمثلون بأمثلة إذا رأيتها عرفت أنها ليست من البدع، وإنما هي من السنن
أو تابعة للسنن، وليست بمحدثة في الدين، يقولون: مثل بناء المدارس، وقد جاء
الإسلام بتعليم العلم، وهذه وسيلة من وسائل التعليم، والإسلام جاء بتعليم العلم
النافع، ونشره بين الناس، قالوا: مثل نقط المصاحف، والتعشير. وهذا - أيضًا - من
بيان القرآن، ومن تعليم القرآن، وهذا أمر مطلوب، فهذه ليست بدعة؛ لأنها تابعة
للسنن، وتعليم القرآن مطلوب، وهذا النقط والشكل في القرآن نعم محدث، ولكنه تابع
لتعليم القرآن، فهو وسيلة لتعليم القرآن.
فكل شيء يذكرون أنه بدعة حسنة، تجد أنه ليس ببدعة، وإنما هو داخل في الدين،
ووسيلة إلى تحقيق شيء جاء به الدين، فهو أمر مباح يُستعان به على إحياء السنة،
فكيف يكون بدعة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد