وَقَدْ قَالَ تَعَالَى
عَنْ مُوسَى ﴿وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ
وَجِيهٗا﴾ [الأحزاب: 69]، وَقَالَ عَنْ الْمَسِيحِ ﴿وَجِيهٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ﴾ [آل عمران: 45]،
وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم أَعْظَمُ جَاهًا مِنْ جَمِيعِ الأَْنْبِيَاءِ
وَالْمُرْسَلِينَ؛ لَكِنْ شَفَاعَتُهُ وَدُعَاؤُهُ إنَّمَا يَنْتَفِعُ بِهِ مَنْ
شَفَعَ لَهُ الرَّسُولُ، وَدَعَا لَهُ فَمَنْ دَعَا لَهُ الرَّسُولُ وَشَفَعَ لَهُ
تَوَسَّلَ إلَى اللَّهِ بِشَفَاعَتِهِ وَدُعَائِهِ، كَمَا كَانَ أَصْحَابُهُ
يَتَوَسَّلُونَ إلَى اللَّهِ بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ، وَكَمَا يَتَوَسَّلُ
النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِدُعَائِهِ
وَشَفَاعَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا.
**********
الشرح
فإذا كان موسى والمسيح عليهما السلام لهما جاه عند الله، فمحمد صلى الله
عليه وسلم أعظم جاهًا؛ لأنه أفضل الرسل - عليهم الصلاة والسلام -، لكن كون لهم جاه
لا يُبيح السؤال بجاههم؛ لأن هذا شيء لم يرد بالدليل.
قوله: «لَكِنْ شَفَاعَتُهُ وَدُعَاؤُهُ
إِنَّمَا يَنْتَفِعُ بِهِ مَنْ شَفَعَ لَهُ الرَّسُولُ وَدَعَا لَهُ».
شفاعة الرسول حق، ودعاء الرسول حق، وليس من توسل بجاه الرسول أو بحق
الرسول؛ لأن هذا شيء لم يرد، إنما من دعا له الرسول، أو شفع له عند الله، فالله
يقبل شفاعته.
قوله: «كَمَا كَانَ أَصْحَابُهُ يَتَوَسَّلُونَ إِلَى اللهِ بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ» كانوا يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لهم ([1])، وهو مجاب الدعوة صلى الله عليه وسلم، هذا شيء مشروع لا بأس به من الرسول ومن غيره، فيجوز أن تأتي إلى
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد