وَنُصُوصُ الْكِتَابِ
وَالسُّنَّةِ مُتَظَاهِرَةٌ بِأَنَّ اللَّهَ أَمَرَنَا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَى
النَّبِيِّ وَنُسَلِّمَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ؛ فَهَذَا مِمَّا اتَّفَقَ
عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ وَكَذَلِكَ رَغَّبَنَا وَحَضَّنَا فِي الْحَدِيثِ
الصَّحِيحِ عَلَى أَنْ نَسْأَلَ اللَّهَ لَهُ الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَأَنْ
يَبْعَثَهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدَهُ.
فَهَذِهِ
الْوَسِيلَةُ الَّتِي شُرِعَ لَنَا أَنْ نَسْأَلَهَا اللَّهَ تَعَالَى كَمَا
شُرِعَ لَنَا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْهِ وَنُسَلِّمَ عَلَيْهِ هِيَ حَقٌّ لَهُ كَمَا
أَنَّ الصَّلاَةَ عَلَيْهِ وَالسَّلاَمَ حَقٌّ لَهُ صلى الله عليه وسلم.
وَالْوَسِيلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا اللَّهُ أَنْ نَبْتَغِيَهَا إلَيْهِ هِيَ
التَّقَرُّبُ إلَى اللَّهِ بِطَاعَتِهِ وَهَذَا يَدْخُلُ فِيهِ كُلُّ مَا
أَمَرَنَا اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ. وَهَذِهِ الْوَسِيلَةُ لاَ طَرِيقَ لَنَا
إلَيْهَا إلاَّ بِاتِّبَاعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالإِْيمَانِ بِهِ
وَطَاعَتِهِ وَهَذَا التَّوَسُّلُ بِهِ فَرْضٌ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ.
**********
الشرح
قوله: «وَنُصُوصُ الْكِتَابِ
وَالسُّنَّةِ مُتَظَاهِرَةٌ بِأَنَّ اللَّهَ أَمَرَنَا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَى
النَّبِيِّ وَنُسَلِّمَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ؛ فَهَذَا مِمَّا اتَّفَقَ
عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ». هذا في معرض الرد على الذين يأتون إلى قبر الرسول
صلى الله عليه وسلم، ويقولون: جئنا لنصلي عليه؛ لأن الله أمرنا أن نصلي ونسلم
عليه، ويظنون أن الصلاة والسلام عليه عند القبر لها مزية، وهذا أمر لا أصل له،
الله جل وعلا قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، ولم
يقل: ائتوا إليه حيًّا، أو ميتًا، واحضروا عنده، أو عند قبره، وصلوا عليه، وسلموا
تسليمًا، بل أمر أمرًا مطلقًا؛ لأن التردد عليه عند القبر وسيلة إلى الشرك والغلو،
ولو كان بحجة الصلاة والسلام عليه، والصلاة والسلام عليه يحصلان في أي مكان، فالله
قد وسع هذا،
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد