وَهِدَايَتُهُ وَدَلاَلَتُهُ
مِنْ مُقْتَضَى اسْمِهِ الْهَادِي وَفِي الأَْثَرِ الْمَنْقُولِ عَنْ أَحْمَدَ
بْنِ حَنْبَلٍ أَنَّهُ أَمَرَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ: يَا دَلِيلَ الْحَيَارَى
دُلَّنِي عَلَى طَرِيقِ الصَّادِقِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ عِبَادِك الصَّالِحِينَ ([1]).
وَجَمِيعُ
مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَبْدِهِ مِنْ الْخَيْرِ مِنْ مُقْتَضَى اسْمِهِ الرَّبِّ
وَلِهَذَا يُقَالُ فِي الدُّعَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ كَمَا قَالَ آدَمَ: ﴿رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ
أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23]،
وَقَالَ نُوحٌ عليه السلام: ﴿رَبِّ
إِنِّيٓ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسَۡٔلَكَ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمٞۖ وَإِلَّا
تَغۡفِرۡ لِي وَتَرۡحَمۡنِيٓ أَكُن مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [هود: 47]،
وَقَالَ إبْرَاهِيمُ: ﴿رَّبَّنَآ
إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ﴾ [إبراهيم: 37]،
وَكَذَلِكَ سَائِرُ الأَْنْبِيَاءِ.
وَقَدْ
كَرِهَ مَالِكٌ، وَابْنُ أَبِي عِمْرَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ
وَغَيْرِهِمَا أَنْ يَقُولَ الدَّاعِي يَا سَيِّدِي يَا سَيِّدِي وَقَالُوا: قُلْ
كَمَا قَالَتْ الأَْنْبِيَاءُ: رَبِّ رَبِّ.
وَاسْمُهُ
الْحَيُّ الْقَيُّومُ يَجْمَعُ أَصْلَ مَعَانِي الأَْسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ كَمَا
قَدْ بُسِطَ هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ وَلِهَذَا كَانَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم يَقُولُهُ إذَا اجْتَهَدَ فِي الدُّعَاءِ ([2]).
فَإِذَا
سُئِلَ الْمَسْئُولُ بِشَيْءِ - وَالْبَاءُ لِلسَّبَبِ - سُئِلَ بِسَبَبِ
يَقْتَضِي وُجُودَ الْمَسْئُولِ. فَإِذَا قَالَ: أَسْأَلُك بِأَنَّ لَك الْحَمْدَ
أَنْتَ اللَّهُ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَْرْضِ كَانَ كَوْنُهُ
مَحْمُودًا مَنَّانًا بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَْرْضِ يَقْتَضِي أَنْ يَمُنَّ
عَلَى عَبْدِهِ السَّائِلِ وَكَوْنُهُ مَحْمُودًا هُوَ يُوجِبُ أَنْ يَفْعَلَ مَا
يُحْمَدُ عَلَيْهِ وَحَمْدُ الْعَبْدِ لَهُ سَبَبُ إجَابَةِ دُعَائِهِ.
**********
الشرح
قوله: «وَهِدَايَتُهُ وَدَلاَلَتُهُ مِنْ مُقْتَضَى اسْمِهِ الْهَادِي». كذلك من أفعاله: أنه يهدي ويدل إلى الخير، وهذا من اسمه الهادي.
([1]) أخرجه: اللالكائي في كرامات الأولياء رقم (212).
الصفحة 1 / 690