وَالْمَلاَئِكَةُ لاَ
تُعِينُهُمْ عَلَى الشِّرْكِ لاَ فِي الْمَحْيَا وَلاَ فِي الْمَمَاتِ وَلاَ
يَرْضَوْنَ بِذَلِكَ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ قَدْ تُعِينُهُمْ وَتَتَصَوَّرُ
لَهُمْ فِي صُوَرِ الآْدَمِيِّينَ فَيَرَوْنَهُمْ بِأَعْيُنِهِمْ وَيَقُولُ
أَحَدُهُمْ: أَنَا إبْرَاهِيمُ أَنَا الْمَسِيحُ أَنَا مُحَمَّدٌ أَنَا الْخَضِرُ
أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَنَا عُمَرُ أَنَا عُثْمَانُ أَنَا عَلِيٌّ أَنَا الشَّيْخُ
فُلاَنٌ. وَقَدْ يَقُولُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ: هَذَا هُوَ النَّبِيُّ فُلاَنٌ
أَوْ هَذَا هُوَ الْخَضِرُ وَيَكُونُ أُولَئِكَ كُلُّهُمْ جِنًّا يَشْهَدُ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ.
وَالْجِنُّ
كَالإِْنْسِ فَمِنْهُمْ الْكَافِرُ وَمِنْهُمْ الْفَاسِقُ وَمِنْهُمْ الْعَاصِي
وَفِيهِمْ الْعَابِدُ الْجَاهِلُ فَمِنْهُمْ مَنْ يُحِبُّ شَيْخًا فَيَتَزَيَّا
فِي صُورَتِهِ وَيَقُولُ: أَنَا فُلاَنٌ. وَيَكُونُ ذَلِكَ فِي بَرِّيَّةٍ
وَمَكَانٍ قَفْرٍ فَيُطْعِمُ ذَلِكَ الشَّخْصَ طَعَامًا وَيَسْقِيهِ شَرَابًا أَوْ
يَدُلُّهُ عَلَى الطَّرِيقِ أَوْ يُخْبِرُهُ بِبَعْضِ الأُْمُورِ الْوَاقِعَةِ
الْغَائِبَةِ فَيَظُنُّ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَنَّ نَفْسَ الشَّيْخِ الْمَيِّتِ أَوْ
الْحَيِّ فَعَلَ ذَلِكَ وَقَدْ يَقُولُ: هَذَا سِرُّ الشَّيْخِ وَهَذِهِ
رَقِيقَتُهُ وَهَذِهِ حَقِيقَتُهُ أَوْ هَذَا مَلَكٌ جَاءَ عَلَى صُورَتِهِ.
وَإِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ جِنِّيًّا فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لاَ تُعِينُ عَلَى
الشِّرْكِ وَالإِْفْكِ وَالإِْثْمِ وَالْعُدْوَانِ.
**********
الشرح
قوله: «وَالْمَلاَئِكَةُ لاَ
تُعِينُهُمْ عَلَى الشِّرْكِ لاَ فِي الْمَحْيَا وَلاَ فِي الْمَمَاتِ». قد
يُفتن هؤلاء المشركون، فيتبدى لهم الشيطان، أو الشياطين في صور من يعبدونهم، في
صورة الولي الفلاني، أو الرسول، أو غيره، ويأمرونهم، وينهونهم، وقد يقضون حوائجهم،
وقد يطيرون بهم في الهواء؛ بحجة أن هذه كرامة الشيخ، أو كرامة الولي، وهم شياطين
يتلاعبون ببني آدم، فليُتنبه لهذا وأن هؤلاء الذين يتراءون عند القبور لعبدة
القبور هم شياطين يظهرون في صور هؤلاء
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد