المدعوين؛ ليضلوهم،
ويفتنوهم عن دينهم، وليس هذا من الحقائق، إنما هو من الكذب والتزييف من قبل
الشياطين، فإن الميت لا يظهر أبدًا للدنيا، ولا يُرى في الدنيا، إنما هو في عالم
الآخر، ولا يرجع إلى الدنيا أبدًا لا الرسل ولا غيرهم.
قوله: «وَيَكُونُ أُولَئِكَ كُلُّهُمْ
جِنًّا يَشْهَدُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ». هذه حقيقة مهمة جدًّا تبطل دعاوى هؤلاء
المشركين الذين يقولون: نحن رأيناهم، وكلمناهم، وأعطونا كذا، وقضوا حوائجنا.
فيُقال لهم: هؤلاء شياطين، وليسوا الذين تقصدونهم، لا الملائكة، ولا الرسل، ولا
الصالحين، وذلك لأنهم أولاً: لا يرضون بذلك، وثانيًا: لا يرجعون إلى الدنيا بعد
موتهم، ولا يتصرفون تصرف الأحياء. فهذا من الكذب، وإنما هذه شياطين تتراءى لهم؛ لأجل
أن تضلهم عن سبيل الله.
قوله: «وَالْجِنُّ كَالإِْنْسِ». هم
مكلفون بما كُلِّف به الإنس، ومأمورون بعبادة الله عز وجل، فمنهم من أطاع وآمن
وصار صالحًا، ومنهم من عصى وصار كافرًا أو فاسقًا أو ضالًّا؛ كما قال الله تعالى
عنه: ﴿وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّٰلِحُونَ
وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَۖ﴾ [الجن: 11]، ﴿وَأَنَّا
مِنَّا ٱلۡمُسۡلِمُونَ وَمِنَّا ٱلۡقَٰسِطُونَۖ﴾ [الجن: 14]، فهم
أصناف كالإنس تمامًا، فأما المؤمنون من الجن، فلا يمكن أن يغشوا إخوانهم من الإنس
أبدًا، وإنما يأبون ذلك، وإنما الذين يغشون هم المردة من الجن، والكفرة، والفسقة.
قوله: «فَمِنْهُمْ الْكَافِرُ». وهو
الخارج عن ديانات الأنبياء.
قوله: «وَمِنْهُمْ الْفَاسِقُ». وهو
المؤمن الذي عنده نقص في إيمانه بسبب معصية من المعاصي.
قال: «وَمِنْهُمْ الْعَاصِي».
الذي دون الفاسق، كما هو الحال عند
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد