الإنس، فالإنس منهم
الكافر، ومنهم الفاسق، ومنهم العاصي، والجن كذلك ,﴿وَأَنَّا
مِنَّا ٱلۡمُسۡلِمُونَ وَمِنَّا ٱلۡقَٰسِطُونَۖ فَمَنۡ أَسۡلَمَ فَأُوْلَٰٓئِكَ
تَحَرَّوۡاْ رَشَدٗا ١٤ وَأَمَّا ٱلۡقَٰسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَبٗا ١٥﴾ وهم الجائرون
الظالمون ﴿فَكَانُواْ
لِجَهَنَّمَ حَطَبٗا﴾ [الجن: 14، 15].
قوله: «وَفِيهِمْ الْعَابِدُ الْجَاهِلُ».
هو عابد مجتهد، ولكنه جاهل، والجهل آفة، فإذا كان يعبد الله على جهل، فهذه طريقة
أهل الضلال من النصارى وغيرهم، وإنما يكون العابد على حق إذا كانت عبادته على علم
وفقه.
قوله: «فَيَظُنُّ ذَلِكَ الرَّجُلُ
أَنَّ نَفْسَ الشَّيْخِ الْمَيِّتِ أَوْ الْحَيِّ فَعَلَ ذَلِكَ». وهذه فتنة
أيضًا، قد يكون الإنسي محتاجًا لأنه في برية، أو عطشانًا، أو جائعًا، أو ضال
الطريق، فيستغل الجني هذه الحالة، فيتراءى له، ويقول: أنا الشيخ فلان، وهذا طعام
وشراب؛ لأن الجن عندهم مقدرة ليست عند الإنس؛ يحضرون الأشياء البعيدة، ويطيرون في
الهواء، فليسوا كالإنس، فقد يحضر لهم طعامًا وشرابًا، ويقول: أنا الشيخ الفلاني؛
لأجل أن يغرَّه، وهو ليس شيخًا، وإنما هو شيطان، أو يدله على الطريق، ويقول له: أن
الشيخ الفلاني؛ لأجل أن يفتنه، فهذا كذب وافتراء، ولا يغتر بهذه الأمور إلا
الجاهل، أما المؤمن فلا يغتر بهذه الأمور.
قوله: «أَوْ يُخْبِرُهُ بِبَعْضِ
الأُْمُورِ الْوَاقِعَةِ الْغَائِبَةِ». لأن الجني يطلع على ما لا يطلع عليه
الإنسي، فما اطلع عليه غيب بالنسبة للإنسي، ولكنه ليس غيبًا بالنسبة له، فهو اطلع
عليه في مكان بعيد، والجني عنده قدرة أن يأتي بسرعة، ويطير في الهواء، فيأتي أشياء
لم يطلع عليها
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد