فَالْحَلاَلُ مَا حَلَّلَهُ
اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَالْحَرَامُ مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَالدِّينُ
مَا شَرَعَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. وَقَدْ أَرْسَلَهُ اللَّهُ إلَى الثَّقَلَيْنِ
الْجِنِّ وَالإِْنْسِ، فَعَلَى كُلِّ أَحَدٍ أَنْ يُؤْمِنَ بِهِ وَبِمَا جَاءَ
بِهِ، وَيَتَّبِعَهُ فِي بَاطِنِهِ وَظَاهِرِهِ، وَالإِْيمَانُ بِهِ
وَمُتَابَعَتُهُ هُوَ سَبِيلُ اللَّهِ وَهُوَ دِينُ اللَّهِ، وَهُوَ عِبَادَةُ
اللَّهِ، وَهُوَ طَاعَةُ اللَّهِ، وَهُوَ طَرِيقُ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ، وَهُوَ
الْوَسِيلَةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35]،
فَابْتِغَاءُ الْوَسِيلَةِ إلَى اللَّهِ إنَّمَا يَكُونُ لِمَنْ تَوَسَّلَ إلَى
اللَّهِ بِالإِْيمَانِ بِمُحَمَّدِ وَاتِّبَاعِهِ.
**********
الشرح
دخل المؤلف رحمه الله في الموضوع، فإذا كان لا يمكن الوصول إلى الله وإلى
جنته إلا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يسع إنسيًّا ولا جنيًّا من
أهل الأرض إلا أن يتبعه، فمن لم يتبعه فهو في النار، فإذًا: الوسيلة التي توصل إلى
الله هي اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم.
والوسيلة لغةً: السبب الذي يوصل إلى المقصود، والتوسل: التقرب، من وسل
إلى الشيء إذا قرب منه.
فالذي يُقرب من الله هو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الوسيلة، وهو
المذكور في قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35]،
فالوسيلة هي اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم بعبادة الله وحده لا شريك له، واتباع
سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فيجمع الأمرين: البراءة من الشرك، والبراءة من
البدع، فالبراءة من الشرك بعبادة الله وحده لا شريك له، والبراءة من البدع باتباع
الرسول صلى الله عليه وسلم، هذه هي الوسيلة الصحيحة.
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد