×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

فَصْلٌ

**********

إذَا عُرِفَ هَذَا فَقَدَ تَبَيَّنَ أَنَّ لَفْظَ «الْوَسِيلَةِ» وَ «التَّوَسُّلِ» فِيهِ إجْمَالٌ وَاشْتِبَاهٌ يَجِبُ أَنْ تُعْرَفَ مَعَانِيهِ وَيُعْطَى كُلُّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ. فَيُعْرَفُ مَا وَرَدَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ مِنْ ذَلِكَ وَمَعْنَاهُ. وَمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ بِهِ الصَّحَابَةُ وَيَفْعَلُونَهُ وَمَعْنَى ذَلِكَ. وَيُعْرَفُ مَا أَحْدَثَهُ الْمُحْدِثُونَ فِي هَذَا اللَّفْظِ وَمَعْنَاهُ. فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ اضْطِرَابِ النَّاسِ فِي هَذَا الْبَابِ هُوَ بِسَبَبِ مَا وَقَعَ مِنْ الإِْجْمَالِ وَالاِشْتِرَاكِ فِي الأَْلْفَاظِ وَمَعَانِيهَا حَتَّى تَجِدَ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْرِفُ فِي هَذَا الْبَابِ فَصْلَ الْخِطَابِ.

**********

الشرح

قوله: «إذَا عُرِفَ هَذَا فَقَدَ تَبَيَّنَ أَنَّ لَفْظَ «الْوَسِيلَةِ» وَ «التَّوَسُّلِ» فِيهِ إجْمَالٌ وَاشْتِبَاهٌ يَجِبُ أَنْ تُعْرَفَ مَعَانِيهِ». رجع المؤلف رحمه الله إلى الأصل الذي يريد أن يبينه في هذه الرسالة، فقد استطرد فيما سبق، ثم رجع إلى أصل الكلام، وهو التوسل، وبيَّن فيما سبق أن التوسل هو: التقرب إلى الله جل وعلا بعبادته، والوسيلة هي: العمل الصالح، وسميت وسيلة؛ لأنها تقرب إلى الله سبحانه وتعالى، فلا وسيلة إلى رضا الله إلا بطاعته، وبيَّن هذا فيما سبق، وعاد إليه الآن؛ لأن هذا هو محور الرسالة، فالوسيلة هي: ما يُقرب إلى الله، والتوسل: طلب القرب من الله جل وعلا.

قوله: «وَيُعْرَفُ مَا أَحْدَثَهُ الْمُحْدِثُونَ فِي هَذَا اللَّفْظِ وَمَعْنَاهُ». الناس في مسألة التوسل والوسيلة ثلاثة أقسام:

الأول: ما جاء به القرآن والسنة من أن الوسيلة هي: العمل الصالح، وسميت بذلك؛ لأنها تقرب إلى الله، والتوسل هو: القرب،


الشرح