أو طلب التقرب، قال تعالى:
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35] ﴿وَابْتَغُوا﴾ أي: اطلبوا ما
يقربكم إليه، وفي الآية الأخرى ﴿أُوْلَٰٓئِكَ
ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ
أَقۡرَبُ﴾ [الإسراء: 57]، أي: القرب من الله جل وعلا، الأخرى ﴿يَدۡعُونَ﴾ أي: الذين يدعونهم
أهل الجاهلية والقبوريون هم عباد الله وهم ﴿وَيَرۡجُونَ
رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ﴾ [الإسراء: 57]، فكيف
يدعونهم مع الله وهم ﴿يَبۡتَغُونَ
إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾، فالملائكة والأنبياء والصالحون عباد الله يتقربون إليه
جل وعلا، ويرجون رحمته، ويخافون عذابه، فلا يصلحون للعبادة؛ لأنهم عباد محتاجون
إلى الله فقراء إلى الله.
الثاني: التوسل عند الصحابة رضي الله عنهم؛ كما قال عمر رضي الله عنه: «اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ
إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ
نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا» ([1]).
لما أجدبوا، واستسقوا قال عمر هذه المقالة: «كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا» في حياته صلى الله عليه وسلم، ولما مات عدلوا إلى أقرب الناس إليه، وهو العباس بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وطلبوا منه أن يدعو لهم، فقول عمر: «كُنَّا نَتَوَسَّلُ»، أي: نطلب من النبي أن يدعو لنا بالغيث، «فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا» أي: بدعائه، فقال العباس رضي الله عنه فدعا الله كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل. هذا هو التوسل عند الصحابة رضي الله عنهم: أنهم يطلبون من الرجل الصالح أن يدعو الله لهم بالغيث أو بغيره من حوائجهم، كما فعل معاوية رضي الله عنه في الشام لما أجدبوا طلب من يزيد بن الأسود الجرشي أن يدعو لهم، وكان رجلاً صالحًا، فدعا لهم. وليس التوسل معناه أنهم يطلبون من المخلوق أن يغيثهم، أو أنهم يجعلونه
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1010).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد