وَالْحَلِفُ
بِالْمَخْلُوقَاتِ حَرَامٌ عِنْدَ الْجُمْهُورِ وَهُوَ مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ
وَأَحَدُ الْقَوْلَيْنِ فِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَقَدْ حُكِيَ
إجْمَاعُ الصَّحَابَةِ عَلَى ذَلِكَ.
وَقِيلَ:
هِيَ مَكْرُوهَةٌ كَرَاهَةَ تَنْزِيهٍ.
وَالأَْوَّلُ
أَصَحُّ، حَتَّى قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: «لَأَنْ أَحْلِفَ بِاَللَّهِ كَاذِبًا
أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ بِغَيْرِ اللَّهِ صَادِقًا» ([1])؛ وَذَلِكَ
لأَِنَّ الْحَلِفَ بِغَيْرِ اللَّهِ شِرْكٌ وَالشِّرْكُ أَعْظَمُ مِنْ الْكَذِبِ.
**********
الشرح
قوله: «وَالْحَلِفُ بِالْمَخْلُوقَاتِ».
الحلف والقسم واليمين بمعنى واحد، وهو: تأكيد أمر من الأمور بذكر معظم، ويكون
بالواو مثل: «والله»، ويكون بالباء
مثل: «بالله»، ويكون بالتاء مثل: «تالله»، هذه حروف القسم. ولمَّا كان
القسم تعظيمًا للمحلوف به، والتعظيم لا يليق إلا بالله سبحانه وتعالى، كان الحلف
بغيره شركًا بالله عز وجل، وهو الحلف بالمخلوقات كلها، فلا يجوز الحلف إلا بالله
عز وجل.
قوله: «وَالْحَلِفُ بِالْمَخْلُوقَاتِ حَرَامٌ عِنْدَ الْجُمْهُورِ». هو منهي عنه بالإجماع، ولكن الجمهور على أن النهي للتحريم كما هو الأصل في النهي، وذهب بعض العلماء إلى أن النهي للتنزيه، أي: مكروه كراهية التنزيه، وإلا فالجميع مجمعون على النهي عن الحلف بغير الله، ولكن هل هو نهي يفيد التحريم، أو يفيد الكراهة؟
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد