وَهَذِهِ غَيْرُ
الزِّيَارَةِ الْمُشْتَرَكَةِ الَّتِي تَجُوزُ فِي قُبُورِ الْكُفَّارِ كَمَا
ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَأَبِي دَاوُد وَالنَّسَائِي وَابْنِ مَاجَه: عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْرَ
أُمِّهِ فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ، ثُمَّ قَالَ: اسْتَأْذَنْت رَبِّي فِي
أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي فَاسْتَأْذَنْته أَنْ أَزُورَ
قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمْ
الآْخِرَةَ» ([1]).
فَهَذِهِ
الزِّيَارَةُ الَّتِي تَنْفَعُ فِي تَذْكِيرِ الْمَوْتِ تُشْرَعُ وَلَوْ كَانَ
الْمَقْبُورُ كَافِرًا بِخِلاَفِ الزِّيَارَةِ الَّتِي يُقْصَدُ بِهَا الدُّعَاءُ
لِلْمَيِّتِ فَتِلْكَ لاَ تُشْرَعُ إلاَّ فِي حَقِّ الْمُؤْمِنِينَ وَأَمَّا
الزِّيَارَةُ الْبِدْعِيَّةُ فَهِيَ الَّتِي يُقْصَدُ بِهَا أَنْ يُطْلَبَ مِنْ
الْمَيِّتِ الْحَوَائِجُ أَوْ يُطْلَبَ مِنْهُ الدُّعَاءُ وَالشَّفَاعَةُ أَوْ
يُقْصَدُ الدُّعَاءُ عِنْدَ قَبْرِهِ لِظَنِّ الْقَاصِدِ أَنَّ ذَلِكَ أجوب
لِلدُّعَاءِ.
**********
الشرح
تقدم أن الشيخ رحمه الله قسَّم زيارة القبور إلى قسمين: زيارة شرعية،
وزيارة بدعية شركية.
والزيارة الشرعية تنقسم أيضًا إلى قسمين:
الأول: زيارة يُقصد بها الدعاء للميت، والاستغفار له، والسلام عليه، فهذه شرعية، وفيها نفع للميت، وأجر للحي، لا أن الميت هو الذي ينفع الحي، أو يطلب منه الحي شيئًا، فهذا يأتي في الزيارة الشركية، وهذه خاصة بالمؤمنين هم الذين يُسلم عليهم، ويُدعى لهم، ويُستغفر لهم.
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد