فَإِذَا كَانَتْ
الشَّيَاطِينُ تَأْتِي الأَْنْبِيَاءَ عَلَيْهِمْ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ
لِتُؤْذِيَهُمْ وَتُفْسِدَ عِبَادَتَهُمْ فَيَدْفَعُهُمْ اللَّهُ تَعَالَى بِمَا
يُؤَيِّدُ بِهِ الأَْنْبِيَاءَ مِنْ الدُّعَاءِ وَالذِّكْرِ وَالْعِبَادَةِ وَمِنْ
الْجِهَادِ بِالْيَدِ؛ فَكَيْفَ مَنْ هُوَ دُونَ الأَْنْبِيَاءِ ؟. فَالنَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم قَمَعَ شَيَاطِينَ الإِْنْسِ وَالْجِنِّ بِمَا أَيَّدَهُ
اللَّهُ تَعَالَى مِنْ أَنْوَاعِ الْعُلُومِ وَالأَْعْمَالِ وَمِنْ أَعْظَمِهَا
الصَّلاَةِ وَالْجِهَادِ. وَأَكْثَرُ أَحَادِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
فِي الصَّلاَةِ وَالْجِهَادِ.
فَمَنْ
كَانَ مُتَّبِعًا لِلأَْنْبِيَاءِ نَصَرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِمَا نَصَرَ بِهِ
الأَْنْبِيَاءَ. وَأَمَّا مَنْ ابْتَدَعَ دِينًا لَمْ يَشْرَعُوهُ فَتَرَكَ مَا
أَمَرُوا بِهِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَاتِّبَاعِ
نَبِيِّهِ فِيمَا شَرَعَهُ لأُِمَّتِهِ وَابْتَدَعَ الْغُلُوَّ فِي الأَْنْبِيَاءِ
وَالصَّالِحِينَ وَالشِّرْكَ بِهِمْ فَإِنَّ هَذَا تَتَلَعَّبُ بِهِ الشَّيَاطِينُ
قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ
سُلۡطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٩٩إِنَّمَا
سُلۡطَٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ
١٠٠﴾ [النحل: 99، 100]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ
عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ﴾ [الحجر: 42].
**********
الشرح
قوله: «فَإِذَا كَانَتْ الشَّيَاطِينُ
تَأْتِي الأَْنْبِيَاءَ عَلَيْهِمْ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ». هذه النتيجة من
سياق الأحاديث.
قوله: «فَكَيْفَ مَنْ هُوَ دُونَ
الأَْنْبِيَاءِ؟». فلا يُظن أن الذين يخرجون إلى زوار الأضرحة هم الأموات
والصالحون، إنما هم شياطين يريدون أن يضلوا بني آدم. ولا زال السياق في بيان أن
الشياطين تأتي لتضل الناس، إما بتهديده، وإما بتغريبه؛ حتى يخضعوا لها، وإذا كانوا
لا يخضعون مثل الرسل، فإنها تحاول أن تفسد أعمالهم من باب الحسد، كما حصل للنبي
صلى الله عليه وسلم في الأحاديث السابقة أن الشيطان عرض
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد