وَالإِْقْسَامُ بِهِ عَلَى
الْغَيْرِ أَنْ يَحْلِفَ الْمُقْسِمُ عَلَى غَيْرِهِ لَيَفْعَلَنَّ كَذَا فَإِنْ
حَنَّثَهُ وَلَمْ يُبِرَّ قَسَمَهُ فَالْكَفَّارَةُ عَلَى الْحَالِفِ لاَ عَلَى
الْمَحْلُوفِ عَلَيْهِ عِنْدَ عَامَّةِ الْفُقَهَاءِ كَمَا لَوْ حَلَفَ عَلَى
عَبْدِهِ أَوْ وَلَدِهِ أَوْ صَدِيقِهِ لَيَفْعَلَنَّ شَيْئًا وَلَمْ يَفْعَلْهُ
فَالْكَفَّارَةُ عَلَى الْحَالِفِ الْحَانِثِ.
وَأَمَّا
قَوْلُهُ: «سَأَلْتُك بِاَللَّهِ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا» فَهَذَا سُؤَالٌ وَلَيْسَ
بِقَسَمِ وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ» ([1])، وَلاَ
كَفَّارَةَ عَلَى هَذَا إذَا لَمْ يُجَبْ سُؤَالُهُ.
وَالْخَلْقُ
كُلُّهُمْ يَسْأَلُونَ اللَّهَ مُؤْمِنُهُمْ وَكَافِرُهُمْ وَقَدْ يُجِيبُ اللَّهُ
دُعَاءَ الْكُفَّارِ فَإِنَّ الْكُفَّارَ يَسْأَلُونَ اللَّهَ الرِّزْقَ
فَيَرْزُقُهُمْ وَيَسْقِيهِمْ وَإِذَا مَسَّهُمْ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ
مَنْ يَدْعُونَ إلاَّ إيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إلَى الْبَرِّ أَعْرَضُوا
وَكَانَ الإِْنْسَانُ كَفُورًا.
وَأَمَّا
الَّذِينَ يُقْسِمُونَ عَلَى اللَّهِ فَيُبِرُّ قَسَمَهُمْ فَإِنَّهُمْ نَاسٌ
مَخْصُوصُونَ.
فَالسُّؤَالُ
كَقَوْلِ السَّائِلِ لِلَّهِ: أَسْأَلُك بِأَنَّ لَك الْحَمْدَ أَنْتَ اللَّهُ
الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَْرْضِ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِْكْرَامِ ([2]).
وَأَسْأَلُك
بِأَنَّك أَنْتَ اللَّهُ الأَْحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ([3]).
وَأَسْأَلُك بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَك سَمَّيْت بِهِ نَفْسَك أَوْ أَنْزَلْته فِي كِتَابِك أَوْ عَلَّمْته أَحَدًا مِنْ خَلْقِك أَوْ اسْتَأْثَرْت بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَك ([4]).
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (5109)، والنسائي رقم (2567)، وأحمد رقم (5743).
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد