وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا ذَاتَ يَوْمٍ،
فَذَكَرَ الْغُلُولَ، فَعَظَّمَهُ وَعَظَّمَ أَمْرَهُ، ثُمَّ قَالَ: «لاَ
أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ
لَهُ رُغَاءٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي. فَأَقُولُ: لاَ أَمْلِكُ
لَك شَيْئًا قَدْ أَبلَغْتُك. لاَ أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ أَغِثْنِي. فَأَقُولُ: لاَ أَمْلِكُ لَك شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُك. لاَ
أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا
ثُغَاءٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي. فَأَقُولُ: لاَ أَمْلِكُ لَك
شَيْئًا قَدْ أَبلَغْتُك. لاَ أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخْفُقُ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي.
فَأَقُولُ: لاَ أَمْلِكُ لَك شَيْئًا قَدْ أَبلَغْتُك. لاَ أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ
يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، أَغِثْنِي. فَأَقُولُ: لاَ أَمْلِكُ لَك شَيْئًا قَدْ أَبلَغْتُك» ([1]) أَخْرَجَاهُ فِي
الصَّحِيحَيْنِ.
وَزَادَ
مُسْلِمٌ: «لاَ أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى
رَقَبَتِهِ نَفْسٌ لَهَا صِيَاحٌ فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي.
فَأَقُولُ: لاَ أَمْلِكُ لَك شَيْئًا قَدْ أَبلَغْتُك.
وَفِي
الْبُخَارِيِّ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «وَلاَ يَأْتِي
أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِشَاةِ يَحْمِلُهَا عَلَى رَقَبَتِهِ لَهَا
يُعَارٌ فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ: لاَ أَمْلِكُ لَك شَيْئًا قَدْ
بَلَّغْت. وَلاَ يَأْتِي أَحَدُكُمْ بِبَعِيرِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ لَهُ
رُغَاءٌ فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ: لاَ أَمْلِكُ لَك شَيْئًا قَدْ
بَلَّغْتُ» ([2]).
**********
الشرح
لا يزال الشيخ رحمه الله في موضوع الشفاعة، وفي هذا الحديث برواياته تحريم الغلول، وأنه كبيرة من كبائر الذنوب، وأن من غل شيئًا يأتي به
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3073)، ومسلم رقم (1831).
الصفحة 1 / 690