يوم القيامة يحمله على رقبته، وهذا كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن
يَغُلَّۚ وَمَن يَغۡلُلۡ يَأۡتِ بِمَا غَلَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ
كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ﴾ [آل عمران: 161].
والغلول هو: أن يأخذ من المال العام ما لم يؤذن له فيه من قبل ولي
الأمر ([1])، سواء كان ذلك في
المغانم في القتال، أو أن يأخذ من الغنيمة قبل أن تقسم، أو كان ذلك في الزكاة،
فإذا جمع الزكاة، فإنه يأخذ منها شيئًا، ولا يعطيها لمستحقيها، أو كان ذلك من بيت
المال العام لمصالح المسلمين، فإن كل هذا يعتبر من الغلول، حتى الهدايا التي تهدى
للعمال على جباية الزكاة تعتبر من الغلول، فليس للجابي إلا ما يعطيه الإمام، أما
أن يأخذ من المزكين، ومن الناس، فهذه كبيرة من كبائر الذنوب، وقد قال صلى الله
عليه وسلم: «هَدَايَا العُمَّالِ غُلُولٌ»
([2]).
واستعمل صلى الله عليه وسلم رجلاً يقال له ابن اللتبية عاملاً على الزكاة، وذهب الرجل في مهمته، ثم جاء بالأموال، فقال: هذا لكم وهذا أهدي لي. فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا، ثم خطب فقال: «مَا بَالُ عَامِلٍ أَبْعَثُهُ، فَيَقُولُ: هَذَا لَكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، أَفَلاَ قَعَدَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ، أَوْ فِي بَيْتِ أُمِّهِ، حَتَّى يَنْظُرَ أَيُهْدَى إِلَيْهِ أَمْ لاَ؟» ([3])، فدل هذا على أن الموظفين الذين يقومون بالأعمال من قبل ولي الأمر لا يجوز لهم أن يقبلوا الهدايا؛ لأن هذا فيه آفتان عظيمتان: الغلول، والرشوة.
([1]) قال ابن الأثير في ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) (3/ 380): وهو الخيانة في المغنم، والسرقة من الغنيمة قبل القسمة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد