فيجب على العامل - ليس ذلك خاصًّا بالعامل على الزكاة، بل كل موظف فهو عامل
- أن يقوم بالعمل على الوجه المطلوب، ولا يحوج المراجعين إلى أن يدفعوا له شيئًا
من أجل أن ينجز أعمالهم، أو أن يتمالأ مع المراجعين من أجل أن يعطيهم حق غيرهم،
ويحيف معهم حتى يعطوه شيئًا، وهذا يتناول - أيضًا - القضاة وكل من استعمل على عملٍ
من أعمال المسلمين، فالواجب عليه أن يؤديه بأمانة، وأن يقتصر على الراتب الذي يعطى
له مقابل عمله، أو يقتصر على ما يعطيه له ولي الأمر مقابل عمله، هذه هي الأمانة.
وقد تساهل كثير من أهل الأطماع ممن قبل إيمانهم في أمر الرشوة، وتساهلوا في
الغلول، وصاروا يتسابقون إلى أخذ أموال الناس، ويعتبرون الوظائف فرصة لأخذ أموال
الناس لأجل إنجاز أعمالهم، أو إعطائهم شيئًا لا يستحقونه، فيعتبرون الوظيفة مغنمًا
يستغلونه في ابتزاز أموال الناس، وهؤلاء على خطر عظيم، فمع أنه كبيرة من كبائر
الذنوب، فإنه يفضح يوم القيامة والعياذ بالله، فيأتي بما غل فضيحة له، ومشقة عليه،
فقد يحمل الأشياء الثقيلة والعياذ بالله، قد يحمل بعير، وهل أحد يستطيع أن يحمل
بعيرًا، أو يحمل بقرة، أو يحمل شاة؟! وقد يحمل دراهم كثيرة بالملايين يحملها على
رقبته، وقد يحمل الأراضي التي أعطيت له رشوة، أو هدية، أو ما أشبه ذلك، يأتي يوم
القيامة وهو يحملها فضيحة له، قال تعالى: ﴿مَن يَغۡلُلۡ
يَأۡتِ بِمَا غَلَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا
كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ﴾ [آل عمران: 161].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد