وَقَدْ رَوَى سُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ زاذان عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ لِلَّهِ
مَلاَئِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَْرْضِ يُبَلِّغُونِي عَنْ أُمَّتِي السَّلاَمَ» ([1]). رَوَاهُ
النَّسَائِي وَأَبُو حَاتِمٍ فِي «صَحِيحِهِ» وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ.
فَهَذَا
فِيهِ أَنَّ سَلاَمَ الْبَعِيدِ تُبَلِّغُهُ الْمَلاَئِكَةُ.
وَفِي
الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو الأَْشْعَثِ الصَّنْعَانِي عَنْ
أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَكْثِرُوا
عَلَيَّ مِنْ الصَّلاَةِ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ فَإِنَّ صَلاَةَ أُمَّتِي
تُعْرَضُ عَلَيَّ يَوْمَئِذٍ فَمَنْ كَانَ أَكْثَرَهُمْ عَلَيَّ صَلاَةً كَانَ
أَقْرَبَهُمْ مِنِّي مَنْزِلَةً» ([2]).
وَفِي «مُسْنَدِ
الإِْمَامِ أَحْمَدَ»: حَدَّثَنَا شريح حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ
عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ المقبري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا وَلاَ تَجْعَلُوا
بُيُوتَكُمْ قُبُورًا وَصَلُّوا عَلَيَّ حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ
تَبْلُغُنِي» ([3]). وَرَوَاهُ أَبُو
دَاوُد.
قَالَ
الْقَاضِي عِيَاضٌ وَرَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى
عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي سَمِعْته وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ نَائِيًا أُبْلِغْته» ([4]). وَهَذَا قَدْ
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ السدي، عَنْ الأَْعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهَذَا هُوَ السدي الصَّغِيرُ وَلَيْسَ بِثِقَةِ،
وَلَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ الأَْعْمَشِ.
**********
الشرح
قوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ لِلَّهِ مَلاَئِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَْرْضِ يُبَلِّغُونِي عَنْ أُمَّتِي السَّلاَمَ».
([1]) أخرجه: النسائي رقم (1282)، وأحمد رقم (3666)، وابن حبان رقم (914).
الصفحة 1 / 690