سبق مثله، وهو أن النبي
صلى الله عليه وسلم أخبر أن من سلم عليه عند قبره رد الله عليه روحه حتى يرد
السلام، ومن سلم عليه بعيدًا عن القبر، فإن هناك من يبلغ الرسول، وبيَّن في هذا
الحديث أنهم ملائكة سياحون يبلغون الرسول صلى الله عليه وسلم سلام أمته عليه، وهذا
فيه رد على ما يفعله بعض الناس بأن يوصي الذاهبين إلى المدينة، ويقول: سلموا لي
على الرسول صلى الله عليه وسلم. كأنه لا يعترف بالملائكة، ولا يعتمد عليهم، أو أنه
لا يدري.
قوله: «فَهَذَا فِيهِ أَنَّ سَلاَمَ
الْبَعِيدِ تُبَلِّغُهُ الْمَلاَئِكَةُ». هذا سيأتي من حديث الحسن والحسين رضي
الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ»،
أي تبلغه عن طريق هؤلاء الملائكة.
قوله صلى الله عليه وسلم: «أَكْثِرُوا
عَلَيَّ مِنْ الصَّلاَةِ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ فَإِنَّ صَلاَةَ أُمَّتِي
تُعْرَضُ عَلَيَّ يَوْمَئِذٍ فَمَنْ كَانَ أَكْثَرَهُمْ عَلَيَّ صَلاَةً كَانَ
أَقْرَبَهُمْ مِنِّي مَنْزِلَةً».
يوم الجمعة له فضائل عظيمة يختص بها عن سائر الأيام، وقد ذكر ابن القيم في «زاد المعاد» ما يزيد على أربعين مسألة
من خصائص يوم الجمعة، وألف فيها الحافظ السيوطي رسالة سماها «اللمعة في خصائص يوم الجمعة»، فيوم الجمعة له خصائص، منها: الإكثار
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على
ذلك، وبيَّن أن صلاة أمته عليه في هذا اليوم تُعرض عليه، فيُستحب أن يكثر المسلم
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة.
قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ
تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا». العيد قسمان: عيد زماني، وهو عيد الفطر، وعيد
الأضحى يتكرر بتكرر السنة، ويوم الجمعة يتكرر بالأسبوع.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد