وَإِذَا كَانَ
الْمُؤْمِنُونَ لَيْسُوا مَأْمُورِينَ بِسُؤَالِ الْمَخْلُوقِينَ فَالرَّسُولُ
أَوْلَى بِذَلِكَ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ أَجَلّ قَدْرًا وَأَغْنَى
بِاَللَّهِ عَنْ غَيْرِهِ.
فَإِنَّ
سُؤَالَ الْمَخْلُوقِينَ فِيهِ ثَلاَثُ مَفَاسِدَ:
-
مَفْسَدَةُ الاِفْتِقَارِ إلَى غَيْرِ اللَّهِ وَهِيَ مِنْ نَوْعِ الشِّرْكِ.
-
وَمَفْسَدَةُ إيذَاءِ الْمَسْئُولِ وَهِيَ مِنْ نَوْعِ ظُلْمِ الْخَلْقِ.
- وَفِيهِ ذُلٌّ لِغَيْرِ اللَّهِ وَهُوَ ظُلْمٌ
لِلنَّفْسِ.
فَهُوَ
مُشْتَمِلٌ عَلَى أَنْوَاعِ الظُّلْمِ الثَّلاَثَةِ وَقَدْ نَزَّهَ اللَّهُ
رَسُولَهُ عَنْ ذَلِكَ كُلِّهِ. وَحَيْثُ أَمَرَ الأُْمَّةَ بِالدُّعَاءِ لَهُ
فَذَاكَ مِنْ بَابِ أَمْرِهِمْ بِهَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ كَمَا يَأْمُرُهُمْ
بِسَائِرِ الْوَاجِبَاتِ والمستحبات وَإِنْ كَانَ هُوَ يَنْتَفِعُ بِدُعَائِهِمْ
لَهُ فَهُوَ أَيْضًا يَنْتَفِعُ بِمَا يَأْمُرُهُمْ بِهِ مِنْ الْعِبَادَاتِ
وَالأَْعْمَالِ الصَّالِحَةِ فَإِنَّهُ ثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ
قَالَ: «مَنْ دَعَا إلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَْجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ
اتَّبَعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ» ([1]).
وَمُحَمَّدٌ
صلى الله عليه وسلم هُوَ الدَّاعِي إلَى مَا تَفْعَلُهُ أُمَّتُهُ مِنْ
الْخَيْرَاتِ فَمَا يَفْعَلُونَهُ لَهُ فِيهِ مِنْ الأَْجْرِ مِثْلُ أُجُورِهِمْ
مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ.
**********
الشرح
قوله: «فَالرَّسُولُ أَوْلَى بِذَلِكَ صلى الله عليه وسلم...». الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسأل ربه عز وجل، ويستغني عن المخلوقين، وإنما الصحابة هم الذين يبذلون له صلى الله عليه وسلم من أموالهم ما ينفقه في سبيل الله للمحتاجين، فهم يعطونه لا لأن يتموله أو يختص به؛ وإنما لأجل أن ينفقه في النوائب التي تنوبه صلى الله عليه وسلم.
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد