وَقَدْ يَكُونُ السُّؤَالُ
مَنْهِيًّا عَنْهُ نَهْيَ تَحْرِيمٍ أَوْ تَنْزِيهٍ وَإِنْ كَانَ الْمَسْئُولُ
مَأْمُورًا بِإِجَابَةِ سُؤَالِهِ. فَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَانَ مِنْ
كَمَالِهِ أَنْ يُعْطِيَ السَّائِلَ وَهَذَا فِي حَقِّهِ مِنْ فَضَائِلِهِ
وَمَنَاقِبِهِ وَهُوَ وَاجِبٌ أَوْ مُسْتَحَبٌّ وَإِنْ كَانَ نَفْسُ سُؤَالِ
السَّائِلِ مَنْهِيًّا عَنْهُ.
وَلِهَذَا
لَمْ يُعْرَفْ قَطُّ أَنَّ الصِّدِّيقَ وَنَحْوَهُ مِنْ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ
سَأَلُوهُ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ وَلاَ سَأَلُوهُ أَنْ يَدْعُوَ لَهُمْ وَإِنْ
كَانُوا يَطْلُبُونَ مِنْهُ أَنْ يَدْعُوَ لِلْمُسْلِمِينَ كَمَا أَشَارَ عَلَيْهِ
عُمَرُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ لَمَّا اسْتَأْذَنُوهُ فِي نَحْرِ بَعْضِ ظَهْرِهِمْ
فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ بِنَا إذَا لَقِينَا الْعَدُوَّ غَدًا
رِجَالاً جِيَاعًا وَلَكِنْ إنْ رَأَيْت أَنْ تَدْعُوَ النَّاسَ بِبَقَايَا
أَزْوَادِهِمْ فَتَجْمَعُهَا ثُمَّ تَدْعُوَ اللَّهَ بِالْبَرَكَةِ فَإِنَّ
اللَّهَ يُبَارِكُ لَنَا فِي دَعْوَتِك. وَفِي رِوَايَةٍ: فَإِنَّ اللَّهَ
سَيُغِيثُنَا بِدُعَائِك ([1]).
وَإِنَّمَا
كَانَ سَأَلَهُ ذَلِكَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ كَمَا سَأَلَهُ الأَْعْمَى أَنْ
يَدْعُوَ اللَّهَ لَهُ لِيَرُدَّ عَلَيْهِ بَصَرَهُ ([2])، وَكَمَا
سَأَلَتْهُ أُمُّ سُلَيْمٍ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ لِخَادِمِهِ أَنَسٍ ([3])، وَكَمَا
سَأَلَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَهُ وَأُمَّهُ إلَى
عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ([4])، وَنَحْوَ
ذَلِكَ.
**********
الشرح
تقدم أن سؤال الناس ينقسم إلى أربعة أقسام:
الأول: ما هو محرم وشرك أكبر، كسؤال الأموات والغائبين قضاء الحاجات وتفريج الكربات، مما عليه القبوريون.
([1]) أخرجه: بنحو هذا اللفظ: البخاري رقم (2484)، ومسلم رقم (27).
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد