وَلاَ رَيْبَ أَنَّ
الأَْوْثَانَ يَحْصُلُ عِنْدَهَا مِنْ الشَّيَاطِينِ وَخِطَابِهِمْ
وَتَصَرُّفِهِمْ مَا هُوَ مِنْ أَسْبَابِ ضَلاَلِ بَنِي آدَمَ وَجَعْلِ الْقُبُورِ
أَوْثَانًا هُوَ أَوَّلُ الشِّرْكِ وَلِهَذَا يَحْصُلُ عِنْدَ الْقُبُورِ لِبَعْضِ
النَّاسِ مِنْ خِطَابٍ يَسْمَعُهُ وَشَخْصٍ يَرَاهُ وَتَصَرُّفٍ عَجِيبٍ مَا
يَظُنُّ أَنَّهُ مِنْ الْمَيِّتِ وَقَدْ يَكُونُ مِنْ الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ
مِثْلَ أَنْ يَرَى الْقَبْرَ قَدْ انْشَقَّ وَخَرَجَ مِنْهُ الْمَيِّتُ
وَكَلَّمَهُ وَعَانَقَهُ وَهَذَا يُرَى عِنْدَ قُبُورِ الأَْنْبِيَاءِ
وَغَيْرِهِمْ وَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَتَصَوَّرُ
بِصُوَرِ الإِْنْسِ وَيَدَّعِي أَحَدُهُمْ أَنَّهُ النَّبِيُّ فُلاَنٌ أَوْ
الشَّيْخُ فُلاَنٌ وَيَكُونُ كَاذِبًا فِي ذَلِكَ.
**********
الشرح
انتهى المؤلف رحمه الله من قول الفلاسفة، وبدأ يذكر ما يحصل للمبتدعة عند
زيارتهم للقبور من المشاهدات، وقضاء الحاجات، وأن هذا كله من شياطين الجن؛ يتصورون
للزائرين باسم الأموات، ويقولون لهم: نحن نقضي حوائجكم، نحن نرفع أمركم إلى الله..
إلى غير ذلك، وهم شياطين يريدون أن يضلوا بني آدم، فالأوثان التي تُعبد من دون
الله تسكنها الشياطين، وربما إذا جاءها من يعبدها يظهر الشيطان له بصورة، ويزعم له
أو يكذب عليه أن هذا هو الصنم الذي تعبده، وأنه يدبر أمرك، وأنه يعطيك ما تريد،
والواقع أن هذا حجر ليس فيه شيء، لكن الذي ظهر له شيطان؛ كما حصل عند العزى لمَّا
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه إليها ليهدمها،
فَخَرَجَ خَالِدٌ فِي ثَلاَثِينَ فَارِسًا مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى الْعُزَّى،
حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا فَهَدَمَهَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم، فَقَالَ: «أَهَدَمْتَ»؟
قَالَ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «هَلْ
رَأَيْتَ شَيْئًا؟» قَالَ: لاَ. قَالَ: «فَإِنَّكَ
لَمْ تَهْدِمْهَا، فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَاهْدِمْهَا». فَخَرَجَ خَالِدُ بْنُ
الْوَلِيدِ وَهُوَ مُتَغَيِّظٌ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهَا جَرَّدَ سَيْفَهُ،
فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد