×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 وَكَذَلِكَ يَنْفَعُ دُعَاؤُهُ لَهُمْ بِأَنْ لاَ يُعَجَّلَ عَلَيْهِمْ الْعَذَابُ فِي الدُّنْيَا، كَمَا كَانَ صلى الله عليه وسلم يَحْكِي نَبِيًّا مِنْ الأَْنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ، وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ» ([1]). وَرُوِيَ أَنَّهُ دَعَا بِذَلِكَ أَنْ اغْفِرْ لَهُمْ فَلاَ تُعَجِّلْ عَلَيْهِمْ الْعَذَابَ فِي الدُّنْيَا؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهۡرِهَا مِن دَآبَّةٖ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ [فاطر: 45].

وَأَيْضًا: فَقَدْ يَدْعُو لِبَعْضِ الْكُفَّارِ بِأَنْ يَهْدِيَهُ اللَّهُ، أَوْ يَرْزُقَهُ، فَيَهْدِيَهُ، أَوْ يَرْزُقَهُ كَمَا دَعَا لأُِمِّ أَبِي هُرَيْرَةَ حَتَّى هَدَاهَا اللَّهُ ([2]). وَكَمَا دَعَا لِدَوْسِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ» ([3]). فَهَدَاهُمْ اللَّهُ. وَكَمَا رَوَى أَبُو دَاوُد أَنَّهُ اسْتَسْقَى لِبَعْضِ الْمُشْرِكِينَ لَمَّا طَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يَسْتَسْقِيَ لَهُمْ فَاسْتَسْقَى لَهُمْ ([4]) وَكَانَ ذَلِكَ إحْسَانًا مِنْهُ إلَيْهِمْ يَتَأَلَّفُ بِهِ قُلُوبَهُمْ كَمَا كَانَ يَتَأَلَّفُهُمْ بِغَيْرِ ذَلِكَ.

**********

الشرح

قوله: «وَكَذَلِكَ يَنْفَعُ دُعَاؤُهُ لَهُمْ بِأَلاَّ يُعَجَّلَ عَلَيْهِمْ الْعَذَابُ فِي الدُّنْيَا».

كما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمشركين أن يرفع الله عنهم القحط الجدب الذي أضر بهم، فرفعه الله عنهم، هذا في الدنيا، أما في الآخرة فلا يفعل الرسول هذا في الكفار.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3477)، ومسلم رقم (1792).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2491).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (2937)، ومسلم رقم (2524).

([4])  أخرجه: البخاري رقم (4821)، ومسلم رقم (2798).