وقوله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ» هذا في واقعة أحد لما شجوا
النبي صلى الله عليه وسلم، وأسالوا دمه، فجعل يمسح الدم، ويحكي قصة نبي من الأنبياء
قبله أنهم آذوه فقال: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ
لِقَوْمِي» هذا فيما سبق، فالرسول لم يستغفر للمشركين في أحد، وإنما حكى قصة
نبي من السابقين، وهذا في شرع من قبلنا، أما في شرعنا فلا يجوز الاستغفار
للمشركين، فلا يحتج بهذا أنه يجوز الاستغفار للمشركين، هذا من ناحية.
ثانيًا: أن هذا في الدنيا وليس في الآخرة، فلا يُستغفر للمشركين في الآخرة، أو
يدعى لهم في الآخرة، وإنما هذا في الدنيا أن يرزقهم الله، ويخفف عنهم الجدب، ويرفع
عنهم البلاء في الدنيا، فأمور الدنيا غير أمور الآخرة.
وقوله تعالى: ﴿وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ
ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهۡرِهَا مِن دَآبَّةٖ وَلَٰكِن
يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ﴾ [فاطر: 45]. أي:
يؤجل عذابهم إلى أجل محدد في علمه سبحانه وتعالى، فهذا دليل على أن العذاب قد يؤجل
عن الكفار في الدنيا، ولذلك أسباب، منها: أن النبي يدعو بتأجيله عنهم.
قوله: «فَقَدْ يَدْعُو لِبَعْضِ
الْكُفَّارِ بِأَنْ يَهْدِيَهُ اللهُ أَوْ يَرْزُقَهُ، فَيَهْدِيَهُ أَوْ
يَرْزُقَهُ».
لا شك أن هذا مطلوب أن تدعو للكافر أن يهديه الله للإسلام أو يرزقه، لعل
الله أن يستجيب لك.
قوله: «كَمَا دَعَا لأُِمِ أَبِي هُرَيْرَةَ
حَتَّى هَدَاهَا اللهُ، وَكَمَا دَعَا لِدَوْس، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ
دَوْسًا وَأْتِ بِهِم»، فَهَدَاهُمْ اللهُ». أبو هريرة رضي الله عنه من
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد